فاتن الحاجومع ذلك، فالشباب بدوا متحمسين، كما أوضحت المدرّبة رانيا السبع أعين، لاكتساب معارف ومهارات جديدة وتعلم بعضهم من البعض الآخر والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة.
وفي محور فض النزاعات وأهمية التواصل، تمكن المدرّب زاهر بلوط بطرقه الناشطة وقصصه الواقعية من اجتذاب الشباب المتدربين الذين تعرفوا إلى «علم حل النزاعات»، بدءاً من مسببات الخلاف الذي يقع بين الأطراف، سواء أكانت أشخاصاً أم جماعات أم دولاً، وصولاً إلى استراتيجية الحل والخيارات المطروحة وفقاً لظروف النزاع وهي التنافس والتنازل والتعاون والتهرّب.
تعلّق ندى غانم من الجامعة الأميركية في بيروت قائلة: «أطلعتنا هذه الورشة على أمور كنا نجهلها، وبتنا قادرين على تحسين طرق التعاطي مع المشاكل»، مشيرة إلى أنّ التجربة أثبتت أنّ الطبقة السياسية الموجودة فشلت في تقديم الحلول، فلتعط الفرصة للشباب للاضطلاع بدورهم.
من جهته، وجد الطالب في السنة الثانية بكلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، أسعد ذبيان في الورشة فسحة أمل للشباب الذين يبحثون عن ذاتهم بعيداً عن البارودة والقتال، لافتاً إلى أنّ مثل هذه الحلقات تحفزنا على اكتشاف أمور لم ننتبه إليها من قبل، وترسّخ فينا قبول الآخر وحق الاختلاف والابتعاد عن الخلاف، على أمل نفض الطاقم السياسي القديم وتأليف مجموعات ضغط باتجاه تفعيل الحوار.
يذكر أنّ المشروع الذي تنفذه اللجنة الوطنية لليونسكو يتضمن خمسة محاور سيخضع لها في المرحلة الأولى 55 شاباً لبَّوا دعوة اللجنة التي كانت تأمل مشاركة أكبر تصل إلى مئة شاب وصبية. أما المحاور فهي: فض النزاعات وأهمية التواصل، عمل الفريق والخدمة المجتمعية، المواطنة حقوق وواجبات، المظاهر الثقافية للديانات، ومهارات التواصل.
وكانت وزارتا التربية والتعليم العالي والثقافة قد أطلقتا هذه المبادرة المشتركة التي تبدأ من بيروت لتتوسع، كما قال رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور هنري عويط، لتغطي معايير الجندرة والمناطق والأديان والمذاهب والجامعات، ثم تختتم الورش التدريبية العشر بورشة عمل تقويمية تضم جميع الطلاب المتدربين. كما تتوج بإنشاء شبكة دائمة للتواصل والتعاون في ما بينهم.
من جهتها، أوضحت الأمينة العامة للجنة سلوى السنيورة بعاصيري أنّ المشروع يرتكز على فرضية أن لدى جيل الشباب كماً من التساؤلات والهواجس والأفكار يود الحصول معها على مساحة متسعة للتعبير والحوار وتبادل الآراء استطلاعاً واستفساراً ونقاشاً، وصولاً إلى اقتناع أو إقناع في ظل أطر عقلانية تعتمد المعرفة لا الحماسة وتستند إلى المنطق لا الانفعال.
أما قباني فدعا إلى تثبيت الولاء للوطن بتجاوز الولاءات الوسيطة أو المظلات الواقية التي تحجب علاقة المواطن بالدولة، مع أهمية إقامة دولة القانون التي لا تنمو المواطنية الحقة إلّا في كتفها، فضلاً عن التمسك بمبادئ الحرية بكل تجلياتها فكراً وممارسة.