حمزة شعيتانيبات العالم يعيش يوميّاً حالة هستيرية من التصريحات السياسية، وليس آخرها تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ، حين تساءل في سياق عرضه للموقف المصري حيال خضوع مصر للإرادة الإيرانية في لبنان، لكسب رضى البعض عنها وإمساكها بأوراق كثيرة بهدف الدفاع عن مصالحها، بالإضافة إلى قوله بأحقية مصر بالدفاع عن أرض عربية.
ليس دفاعاً عن إيران يا معالي الوزير. فإيران، كما مصر، دولة إقليمية فاعلة، تمتلك نفوذاً قوياً في الشارع اللبناني كما أنتم والسعودية، ولها مشروع قائم منافٍ تماماً لسفارة تل أبيب الموجودة في مصر. وإيران هي أول دولة أزالت العلم الإسرائيلي عن سفارة إسرائيل، ورفعت العلم الفلسطيني بعد الثورة الإيرانية، وأعطت فلسطين وشعبها الحق الكامل في الوجود، وشرعت لهم كل الوسائل لمقاومة هذا الكيان العدواني، بينما كنتم أول دولة إسلامية في المنطقة رفعت العالم الإسرائيلي وشرّعت لها إرهابها.
إن كنتم حريصون فعلاً في مصر تجاه لبنان وتقسيمه، فتواضعوا قليلاً. فاللبنانيون لا يحتاجون إلى كلام إضافي يطفئ النفوس. لم تعد مزايدتكم مقبولة. اذهبوا إلى العمل، افعلوا شيئاً حسناً للبنان، واعملوا بصمت.
فنحن لم نطلب شيئاً منكم. في حرب تموز 2006 شنّ جيرانكم الإسرائيليون بتغطية من حلفائكم الأميركيّين والمجتمع الدولي حرباً عنيفة على لبنان. ماذا فعلت مصر غير إصرارها اليومي على أن مقاومتنا مغامرة ومقامرة؟ لماذا لم تظهروا نخوتكم العربية وأحقيتكم في الدفاع عن أراضٍ عربية؟ على العكس تماماً، لقد ذهبتم بعيداً في أحلامكم، فمغامراتنا في لبنان أثمرت تحرير أيار الألفين وانتصار تموز 2006، أثمرت تحرير الأسرى في أكثر من مناسبة، وآخرها تحرير الأسير نسيم نسر.
لقد أثبتنا أن مغامراتنا أنقى وأفضل بكثير من إطلالة وجوهكم على الشاشات والتلفزيون بالبذلات الرسمية والابتسامات العريضة لإدانتنا على عملية أسر، وحقنا في تحرير أسرانا، وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار.