بلال عبودويؤكد الطالب في الجامعة اللبنانية الأميركية هاني نسبي أن الورشة سمحت له بالتعرّف إلى أشخاص جدد من مختلف الطوائف أكثر من المهارات والتقنيات. بناء الثقة جاء تدريجياً، ففي اليوم الأول كان الحذر موجوداً بين ملحم «المقرّب من حزب الله» وهاني المنتمي إلى تيار المستقبل، لكن «بعد أول غداء خفّ الحذر، على رغم أنّ الطعام لم يعجبني كثيراً»، يقول ملحم ممازحاً فهو اقترح على رفاقه في المجموعة أن يكون الغداء في الخارج. القرار الذي حظي بالإجماع تحوّل إلى مشروع سهرة جرى تحديد موعدها الأسبوع المقبل.
«لم تكن على البال ولا على الخاطر» كما تعبر سحر، الطالبة في الجامعة الأميركية، بينما تربط زميلتها من الجامعة نفسها سهى عاصي العلاقات في الورشة «بالنية لدى الأفراد، إذ لا أتصور أنّ بإمكان شخص لا يريد الانفتاح أن يشارك في مثل هذه الورشة».
أحدث هذا الاختلاط بين طلاب من مختلف القوى والأحزاب مفاجأة إيجابية لمدرب محور التواصل ربيع فخري الذي لم يعر اهتماماً كبيراً لعدد الطلاب المشاركين «فالمهم عدد الطلاب المشمئزين من الواقع السياسي والسياسيين»، كما يقول.
لم تغب الاختلافات السياسية والمذهبية عن محاور الورشة وإن تنوعت في الظهور بحسب كل مجموعة وكل جلسة نقاش، «فالهدف لم يكن إلغاء هذه الخلافات»، لكن ما سعى إليه المدربون هو الوصول إلى كسر حاجز الخوف وحمل رسالة الوطن كما أعرب المنظمون، فيما ترجم طالبان هذه الرسالة عبر رسم العلم اللبناني على ورقة ومن ثم قسمها إلى نصفين كتب كل شخص إهداءً على النصف الذي حصل عليه صديقه الجديد المختلف عنه سياسياً ومذهبيا» :«تذكر أنك أخي في الوطن»، بينما كتب على القسم الثاني «ما يجمعني بك الكثير وما يفرقني عنك لا يذكر».
تعترف الطالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية كريستال حكيم بأنّ «حقيقة الأمور خارج الورشة مختلفة عن الجو الإيجابي فيها لكن المسؤولية على الشباب كبيرة ليبقوا على تواصل، وإلّا فستبقى هذه الورشة ذكرى جميلة مثل غيرها من الورش السابقة».