فاتن الحاج بدأت مفاوضات متعدّدة الاتجاهات في أروقة الجامعة اللبنانية، عشية انطلاق المرحلتين الباقيتين من انتخابات رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة: اختيار رئيس مجلس المندوبين وأمين سر المجلس، والهيئة التنفيذية. وفي الاتصالات بين الأطراف، يحضر مبدأ المداورة في رئاسة الهيئة التنفيذية الذي غالباً ما يرافق الاستحقاق، فإذا كان الرئيس الحالي للهيئة من الفروع الثانية، فالأولى أن يكون الرئيس المقبل من «تيار المستقبل»، إذا ما روعي توازن القوى ونسبة التمثيل، باعتبار أنّ انتخابات مجلس المندوبين حُسمت لمصلحة قوى 14 آذار والمستقلين.
ويطغى على الأجواء التفاوضية الحديث عن التوافق الذي تسعى الفروع الثانية إلى تكريسه، على قاعدة أن يبقى الرئيس من الفروع الثانية، وإن كانت الأمور قابلة للنقاش، «ولسنا مع المداورة الأوتوماتيكية، لأنّ المطلوب تحقيق التوازن في الجامعة»، كما يقول أحد الأساتذة.
أما أوساط «تيار المستقبل» فتحرص على أن تكون الهيئة التنفيذية الجديدة انعكاساً لموازين القوى، وهناك اتفاق على مبدأ المداورة، بحسب أحد النقابيين في التيار الذي أكد «أننا نرفض الاحتكارية لأي طائفة أو مذهب، ونسعى إلى تجاوز الصراع النقابي لجهة كونه مادة تعبئة طائفية وسياسية تماهياً مع نقابات المهن الحرة، لذا نحن منفتحون وإيجابيون شرط أن تجري الانتخابات على أساس برنامج حقيقي للتحرك يحمل همّ الجامعة وتطوير أدائها ووظيفتها».
إذاً فالاتصالات لا تزال مفتوحة، والتجاذبات تبقى قائمة، بحيث يعزز كل طرف الفرضيات التي تدعم توجهه، وإذا كان خيار التوافق مطروحاً بقوة، فالأولى أن يبدأ برئاسة مجلس المندوبين التي لم يحسم أمرها بعد، علماً بأنّ مدة تقديم طلبات الترشيح تنتهي الثانية عشرة ظهر الأربعاء المقبل، على أن يجري انتخاب رئيس المجلس وأمين سره، ما بين التاسعة والرابعة من بعد ظهر الخميس، إذا رجّح خيار المعركة، وإن كان مستبعداً.
ومع أنّ الصورة لا تزال ضبابية، ولا شيء محسوماً حتى الساعة، فإنّ الفروع الثانية تطرح اسم الرئيس الحالي الدكتور سليم زرازير، لأنه أدى دوراً مقبولاً في الولاية الأخيرة لجهة متابعة شؤون الأساتذة وشجونهم. أما «تيار المستقبل» فيرجح كفة الرئيس السابق للهيئة التنفيذية الدكتور حميد الحكم.