الهرمل ـ رامي بليبللم تفاجأ الطالبة في ثانوية الإمام الباقر التابعة لمدارس المبرات، علا عساف، بفوزها بالمرتبة الأولى في مسابقة منظمة الصحة العالمية لرسوم الأطفال 2008، فقد كانت على يقين بالنتيجة، بما أنّ لوحتها تنقل تغير المناخ وآثاره بين بيروت وبلدتها الهرمل. تتوسط المرأة لوحة علا التي تقسم إلى قسمين: القسم الأول مظلم بأبنيته ومصانعه وملوثاته، والقسم الآخر يمثل الخضرة والمياه النقية والطبيعة الجميلة. وهنا تقول:«بحكمتنا نستطيع الانتقال من أجواء ملوثة غير صحيّة إلى طبيعة نقية سليمة، وسوف نختنق بما كسبت أيدينا».
أما نور قانصوه، التي نالت المرتبة الثانية، فتقطن في منزل يطلّ على وادٍ يتأثر بظاهرة قطع الأشجار، ويظهر في لوحتها فم وحش كبير مفترس هو عبارة عن مصانع ومعامل ومكبات للنفايات يشن هجمة على الطبيعة، وقد بدت الأشجار كأنها هاربة. ويتوسط اللوحة طفل صغير يقف عند بحيرة، يتعجب مما يحصل، في إيحاء إلى ضرورة أن تكثِّف المؤسسات الرسمية والأهلية جهودها للحد من تفاقم ظاهرة تشويه الطبيعة، لما لذلك من آثار سلبية على المناخ وبالتالي على الصحة.
وبالنسبة إلى لوحة الطالبة بسيمة عباس (معهد السيدة سكينة التابع لجمعية المبرات) فقد اقتصرت على عنصرين اثنين: الكرة الأرضية وهي المكان الذي تقوم عليه الحياة، والحياة دون ماء تنعدم، فالماء سر الحياة. أما العنصر الثاني فهو اللون البرتقالي المتداخل مع اللون الأحمر، وهو عبارة عن شدة الحرارة التي تحيط بالأرض التي بدأ يضربها الجفاف. تقول بسيمة: «أحببت أن أرسل من خلال لوحتي نداءً عاجلاً إلى جميع المعنيين بضرورة المحافظة على الثروة المائية والعمل على إيجاد الحلول للتخفيف من التلوث المضر بالصحة وبالحياة».
علا ونور، ابنتا الطبيعة البكر في الهرمل، نقلتا مشاعرهما الندية وما تريانه حولهما من مظاهر للتلوث والانفلات من ضوابط المحافظة على البيئة والصحة، على أنهما برسميهما لفتتا انتباه القادة وأصحاب القرار وأفراد المجتمع جميعاً إلى خطورة مشكلة تغير المناخ وضرورة التحرك الفوري لتدارك الوضع والتخفيف من آثاره الضارة.
علا عساف، نور قانصوه، بسيمة عباس، هند الملاح (ثانوية صيدا الرسمية) ولارا يوسف (ابتدائية الغبيري الأولى الرسمية المختلطة) خمس فتيات فزن في المسابقة التي حملت شعار «فلنُسهم جميعاً في الحماية من أثر التغيرات المناخية على صحتنا». وشارك في المسابقة أكثر من 150 تلميذاً من مدارس لبنان. وأعلنت اللجنة المشرفة فوز التلميذات اللواتي استجابت رسوماتهن للمتطلبات المحددة من حيث الشكل والمحتوى. وتهدف المسابقة إلى تحفيز مشاركة الجماهير في الحملة العالمية الرامية إلى حماية الصحة من أخطار التغيرات المناخية.