الكسليك ـ جوانّا عازارجهّزت المكتبة العامّة في جامعة الروح القدس الكسليك محترفها لحفظ المخطوطات بالإمكانات الفنيّة والتقنية اللازمة، لمواكبة التطوّر العلميّ في مكافحة أخطار تلف المخطوطات والكتب القديمة والنادرة. وقد نظّمت إدارة المكتبة مؤتمراً صحافيّاً شرح خلاله مساعد حافظ المكتبة مارييت عبد الحيّ عن آلة الـ«Microfilm scanner»، ومهمّتها نقل الميكروفيلم على أقراص مدمجة بسرعة قياسيّة. وتحدثت عبد الحي عن إنشاء مشغل التراث الكتابي والتصوير الرقميّ في المكتبة لحفظ مخطوطات الرهبنة اللّبنانيّة المارونيّة وترميمها، إضافة إلى المساعدة في التصوير الرقمي وحفظ مخطوطات قديمة تعود إلى المجموعات وترميمها. وقد بدأت المكتبة بتحويل أرشيفها من ميكروفيلم إلى أقراص مدمجة، وتفتح أبوابها للمكتبات الأخرى للاستفادة من هذه الخدمة.
أمّا الآلة الثانية التي جُهزت بها المكتبة فهي آلة التوضيب الفراغيّة «Vacuum Packaging Machine» التي تنطلق من مبدأ الوقاية ثمّ المداواة. وتعمل هذه الآلة، بحسب الدكتور أنطوان سمراني، على تحقيق هدفين هما: معالجة الرطوبة والقضاء على الحشرات والفطريّات في المخطوطات المصابة، تماهياً مع عمل المكتبة في تحقيق الحفظ والوقاية للكتب والمخطوطات. تزيل هذه الآلة الرطوبة المشبعة في المخطوطات، وتنقلها إلى صفائح امتصاصيّة في بضع دقائق، وهي قادرة، عبر إفراغ الهواء في الكتاب، على خلق بيئة غير صالحة لحياة الحشرات والفطريّات. وتستند إلى التعقيم من خلال أربع مراحل هي ضخّ الهواء المعقّم داخل الكتاب الموضوع في مقصورة خاصّة، ضخّ غاز الأزوت إلى الأوكسيجين ليصبح الكتاب بعيداً عن الحشرات والفطريّات، إقفال الكتاب المعالج في أكياس خاصّة، فضلاً عن إعادة المقصورة إلى حالة الضغط الجوي الطبيعي لاسترجاع الكتاب المعالج الذي يصبح معدّاً للحفظ في أرشيف المكتبة. وتعنى هذه الآلة بحماية الكتاب من دون الإضرار ببيئة العمل والعاملين.
من هنا تعدّ آلة التوضيب الفراغيّة من أبرز التقنيات الحديثة المستعملة في المكتبات، لأنها تزيل الرطوبة والتعقيم ضمن بيئة غير مستهلكة للغازات السامّة التي تضرّ في أكثر الأحيان مكوّنات الكتاب.