ليال حدادأكثر من خمسة مشاهد مثّلها ما يزيد على مئة طفل، وخلفهم العلمان العراقي واللبناني. غنّى الأولاد بالعربية والإنكليزية والفرنسية عن الحبّ والمحبة والصلاة، والرقص، على وقع إعجاب أهلهم الذين صفقوا مطوّلاً لهم.
تصعد أوليانا شبّو (11 سنة) إلى المسرح لتمثّل دور وردة في مسرحية سهرة حب. تغنيّ، وتضحك: «سعيدة سعيدة، سهرية سعيدة». يقابلها الجمهور بالتصفيق، فهي تؤدي دورها بجرأة «ودلع».
وصلت عائلة أوليانا إلى لبنان منذ 3 سنوات، مع اشتداد التفجيرات وعمليات القتل في العراق، وتحديداً في منطقة تل أسقف. تحلم شبو بالعودة إلى العراق «بس لما تهدا الأوضاع شوي»، تقولها شبو بلهجة عراقية تحاول أن تتخلّص منها في المدرسة «في المنزل أتحدّث اللهجة العراقية لأنّ أهلي لا يفهمون اللبنانية جيّداً، وفي المدرسة يجب أن أتحدّث اللبنانية، لأستطيع التواصل مع رفاقي».
يصعب على هؤلاء الأطفال تحديد ما يجري في بلدهم الأمّ، «إنها الحرب»، تقول ديانا فائز (10 سنوات). تقف معرفة فائز عند هذه الحدود، يحاول فرنس شوريس (11 سنة) أن يشرح لها أنّ الحرب هي بين العراقيين والأميركيين، فتسأله ببراءة: «وإسرائيل؟». يصعب على شوريس الربط بين كل هذه المعلومات، فينهي الحديث بعبارة: «أميركا وإسرائيل تريدان قتلنا».
ولكن بعيداً عن السياسة والحروب، يبقى لهؤلاء الأطفال أحلامهم الصغيرة، ومواهبهم التي ظهرت في النشاطات التي يمارسونها في المدرسة الأنطونية يومياً طوال العام الدراسي. تشرح جوسلين، وهي إحدى المشرفات على هذه النشاطات طبيعة العمل الذي يجري بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية للتعاون والتنمية (IECD)، فتقول: «يأتي الأولاد العراقيون، وأغلبهم يسكنون في المنطقة، يومياً إلى المدرسة هنا في فترة بعد الظهر، أي بعد انتهاء الدوام في مدارسهم، فنساعدهم في الدرس وننظّم لهم نشاطات ترفيهية». ولا تقتصر النشاطات على الأطفال، إذ يشارك الكبار أيضاً في دورات باللغة الإنكليزية والمعلوماتية. ويلفت دومينيك وراين من IECD إلى «أننا سننظم لهم في العام المقبل دورات في الإلكترونيك والتجميل والتبرّج والمحاسبة».