كامل جابروتنتقل فجأة نحو المكتبات العامة، فتقول إنّ حلمها الوحيد عندما تكبر هو إنشاء مكتبة عامة كبيرة في الجنوب، تحتوي على كل شيء. فإلى جانب الكتب، تتخيل رامونا المكتبة كمكان للقاءات والدروس الجماعية وتداول المعلومات، للإنترنت الموجّه، الكمبيوتر والأفلام. وتنتقد الجميع قائلة «ولماذا الفرنسيون أفضل منّا؟ المكتبات العامة يمكن أن يشارك الجميع في إنشائها، بالتبرع، بالاستغناء عن كتب مكررة، بدلاً من أن ننتظر الدولة ونلعنها لأنها غائبة مثلاً».
وترى رامونا أنها كبرت على الكشاف، وتحتاج إلى جمعيات شبابية غير تقليدية تقيم نشاطات شبابية نوعية ومنتجة. تحلم بالسفر لتحقيق بعض أحلامها، وتؤكد أنها تحتاج إلى إبداع غير التدبير المنزلي والتنظيف، وذلك يبدأ عن مقاعد الدراسة برأيها. «ماذا تفعل لنا وزارة الشؤون الاجتماعية مثلاً، غير أنهم يبحثون اليوم لمن تكون حصتها. لم أسمع عن الاختصاصي الفذّ الذي سيسلمونه هذه الوزارة أو تلك! حكومة لم تتألف حتى اليوم، وعلام تتفق هذه الحكومات غير إلغاء عطل الأعياد وتمديد الوقت ساعة إضافية في الصيف؟».
ثمة أسئلة وأجوبة في آن معاً تقلق رامونا وشقيقها طارق الذي يشاركها حيزاً كبيراً من «هموم» التلامذة صيفاً. كانت رامونا تتابع الأخبار يومياً «وخصوصاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كنت أحلم أن أكون نائبة في البرلمان، بعدين قلت يا بنت شو بدك بهيدا الهمّ، هذا البلد لا ينفع معه أي شيء. وتخليت بعدها عن مشاهدة التلفاز، حتى دارت أخيراً المعارك هنا وهناك، وطلع على الشاشة من يرى أن الرجال بسلاحها، من قال هذا؟ الرجال بعقولها. نحتاج إلى عقول تطور المناهج التعليمية! من قال إن كل همنا هو السياسة، يجب معالجة وضع هذا البلد من الجذور، المعيشة غالية والدخل محدود، فكيف سنعيش ونتعلم ونبحث عما يحقق أحلامنا ونحن جياع؟».
وعن أحلامها التي ذكرتها، وماذا ستحقق منها خلال هذا الصيف، تضحك رامونا وتقول: «الأرجح أن هذا الصيف سيكون مثل سلفه، 99 بالمئة من أحلامي لن تتحقق، سأنتظر حتى أكبر أكثر، وإلى ذلك الحين سأبقى أمسح الغبار وأرتب غرفتي».