روز زيادهسعدتُ عندما سمعت صوت الدكتورة فهمية شرف الدين ينساب من أثير إذاعة لبنان وهي تعرّف عن شبكة مؤلفة من هيئات نسائية لتمكين المرأة من الوصول إلى المساواة كلياً مع الرجل. مناضلة متحمّسة دائماً أنتِ دكتورة فهمية. رغم أنّ معرفتي بك تعود لسنة 1998 يوم كانت لجنة متابعة قضايا المرأة بعد بيكين، تهتمّ بتحفيز المرأة لخوض الانتخابات البلدية والاختيارية، ثم بعد عشر سنوات أسمعك بالنبرة ذاتها، الحماسة ذاتها، والمنطق والتوق إلى تحقيق حلم كان مستحيلاً. وعلى قاعدة كلّ من منطلقه، ألفت انتباه الدكتورة فهمية إلى «وجع» مكبوت من تصرف أبنائنا تجاه المرأة التي تفوقهم سناً. أبناؤنا وبناتنا يرون أن الحياة لهم وحدهم، ومن هم أكبر منهم يجب أن يحفروا قبورهم بأيديهم، لأن الأرض ضاقت بهم. محزنٌ يا دكتورة أن تتعرضي لشتى حوادث السير، لأنّ أحدهم أو إحداهن يريد تخطيكِ بسيارته مع جملة من الكلام الوقح. في السوبر ماركت، لا صبر عندهم. يريدون الدخول من الباب قبل غيرهم، حيث تشعر المرأة التي أمامهم أنهم سيقفزون فوق أكتافها ليتجاوزوها، «والشاطر بشطارتو».
كلّ هذه التصرفات الخالية من اللياقة، وغير المحصنة بأدب المجتمع، تجرح، وتوجع عمق الروح. نحن نفتخر بنجاحاتهم، ولكنهم يروننا مادة منتهية صلاحيتها. حتى في الوظيفة، لا قيد يمنعهم من التكلم مع كبار السن بفظاظة. هذا كثير، يكفي المرأة أن تكون حقوقها مهضومة، ويكفيها بعد عمل ما يقارب أربعين عاماً، لا تجد في يدها ما يعيلها على تأمين حاجياتها الأولية. وهنا الثغرة، أن تصل المرأة إلى المراتب العليا وهي خالية من الإنسانية، وحسن التصرف. مررنا ونمر مع من وصلن، وانعكست تصرفاتهن سلباً...
آمل دكتورة فهمية أن يؤخذ ما لفتكِ إليه بالجدية، وتدرس معالجته قبل أن يتفاقم.