صوِّر الشباب كلّن»، يطلب أحد المسؤولين من حامل الكاميرا. «لا ولو، بركي حدن ما بدو»، يجيب المصور. والسبب واضح، فالشبان كلهم مسلحون ويحتلون أحد الأرصفة في منطقة تبدو كأنها على تخوم باب التبانة في طرابلس. الشريط هو «الوهابيون والسلفيون أعداء الله» الذي حمّله المشترك Alawite0Youth. لا يعلق صاحب الشريط عليه. يترك مَشاهده تمضي أمام الدهشة من سهولة التنقل بالسلاح، وزهو حامليه بمهمتهم. المعلومات الوحيدة التي يعطينا إياها هي ما يكتبه كتعليق على الشريط، إذ يتّهم أحدهم بالاسم أنه وراء إذكاء الفتنة في المنطقة فيكتب «الخبيث ف. هـ يغذي الطائفية والعنصرية بتعليمات من تيار المستقبل طرابلس في 11/07/2008».تمر بضع سيارات في المكان، فيما يتفرّج بعض الأشخاص على المسلحين الذين يرفع أحدهم شارة النصر. تدور الكاميرا، فنرى العشرات يتحضّرون بعتادهم الأساسي للمعركة: جعب الذخيرة، والأسلحة واللباس الحربي الضروري... واللحى التي تزيّن وجوههم جميعاً.
«وين راح أبو علي»، يسأل أحد المسلحين. لا يجيبه أحد، فيما يبدأ شاب بغناء موّال عن «حب الظهور». المصوّر يضحك مع المسلّحين ويقول لأحدهم «أنتو إرهابيين متطرفين»، فيما يلقي الشاب الوحيد الذي يضع على رأسه قلنسوة عظة، ترحيباً «بالإخوة المجاهدين الذين جاؤوا من كل المناطق على الجبهة»، فيقاطعه زميله ليكمل جملته «لنصرة أهل السنّة في التبانة ولبنان».
يأتي المدعو أبو عمر فيهرع الشبّان لناحيته. تركض الكاميرا معهم، فيما نسمع أحدهم يقول «عم يصور بلاوي هيدا... حاجة».
يعود السؤال عن أبو علي الذي يبدو أنه من الرؤوس المدبرة للمجموعة التي تحتاج إليه للتحرك. تستمر السيارات في المرور، فيما يبدأ المسلحون بالتحرك نحو المكان الأفضل للمعركة.