لم تمضِ بضعة أسابيع على إنشاء مجموعة «نرفض أن تصبح الكوفية آخر صيحات الموضة»، حتّى وصل عدد منتسبيها إلى الخمسمئة عضو يتوزّعون بين لبنان والدول العربية المجاورة. أسّس المجموعة الطالب اللبناني عطا الله سليم «دفاعاً عن» الكوفية الفلسطينية. فبعض الشركات ودور الأزياء الأوروبية والعالمية تعمد إلى «تزيين وتزييف» الكوفية، كما يقول البيان التأسيسي للمجموعة، وذلك من أجل بيعها في المحالّ التجارية بأسعار مرتفعة. وبالتالي، تحولت الكوفية التي كانت رمزاً للنضال إلى «أكسسوار للتبرّج والزينة، وخصوصاً عند الفتيات»، وذلك بتأثير من قوى رأس المال المعولم. الأمر الذي لم يرُق أعضاء المجموعة.ويتحدث البيان التأسيسي عن تاريخ الكوفيّة ودورها في الحياة التقليدية تاريخياً قبل أن تتحول إلى رمز النضال المسلح، والانتفاضة الشعبية الفلسطينية، و«إلى أداة كفاحية رئيسية لكل يساريي العالم في نشاطاتهم». ويستطيع المتصفّح للمجموعة أن يشاهد صوراً لمناضلين فلسطينيين يضعون الكوفية، من دون أن تغفل المجموعة عن وضع صورتين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في كوفيته الحمراء، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في «حطّته» الشهيرة.
ويتناقل أعضاء المجموعة في المنتدى الخاص بها الشتائم بحق أحد المحالّ اللبنانية المشهورة التي بدأت ببيع الكوفيات الملوّنة منذ فترة. كما تعطي إحدى الفتيات التوجيهات لأحدهم لكيفية الحصول على كوفية أصلية من مخيم برج البراجنة في لبنان.
شاب آخر يروّج لمجموعته التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة في الـ2009. فيما الوافد الجديد إلى المجموعة ــ وعمره 14 سنة ــ يطلق تهديداته بحق كل من يهين الكوفية التي هي «رمز العزة والمقاومة».
كذلك تحتوي صفحة المجموعة على عدد من أشرطة الفيديو، تدور كلها حول الموضوع الفلسطيني، أضافتها إحدى مشتركات المجموعة، وهي من فلسطين المحتلة. ثلاثة من هذه الأشرطة صُوّرت في جامعة الحصن في الأراضي المحتلة، وتدور حول احتفالات في الجامعة. فيما يتناول الشريطان الآخران موضوعات عامة.