حيال مطلب ملحّ مغمور بالغنج والدلال، لا يعود في وسعك إلا أن تذهب إلى الـdown town، وخاصةً أنّ من ترافقك تنهي كل جملة بـ«حياتي» أو «حبيبي» أو غيرهما من الصفات، الحميدة ربما. عند مدخل «الوسط» تبدو الرؤية غير واضحة، إلى أن يظهر حاجز لعناصر بلدية العاصمة ــــــ فرع السياحة، توزّع كمّامات وشارات تلصق على الثياب وتعكس الضوء.تتوقف بالقرب من هذه العناصر، تأخذ الكمامة والشارة، ولكن الأمر لا يزال ملتبساً، فتسأل عن سبب سوء الرؤية وتوزيع الأدوات التي لفّت بإحكام بمغلّف كُتِب عليه «لوازم الدخول». يجيبك أحد العناصر دون أن ينظر إلى وجهك حتى، منهمكاً في أداء واجبه القومي: «الكمّامة من شان صحتك وسلامة رواييك إستاز، والشارات الفوصفورية حتى نضلّ عم نئشع وما حدا يعبّي بالتاني بالغلط».
لا تزال المسألة كلها تدور في رأسك: الكمّامات، الشارات، البهجة، وجودك أصلاً في هذا المكان... إلى أن استنتجتُ كل شيء: «الرؤية معدومة بسبب كثرة الدخان المتصاعد من مدخّني الأركيلة، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة ومميتة، لهذا توزّع الكمّامات، وبعضها بفتحة special للمدخنين. وبسبب سوء الرؤية، توزّع الشارات الضوئية لتفادي أي حادث بين المواطنين، فيمكن حوادث الارتطام أن تكون مميتة أيضاً، أو على الأقل محرجة.
لماذا أنا هنا؟ لأن كلمات «حياتي» و«حبيبي» جرّتني في لحظة تشتّت فكري إلى المجيء للتعبير عن أحد أساليب حب... الحياة».
عدت أدراجي إلى المنزل، بعدما أضعت صديقتي... ولم أجدها بعد.

نادر...