الفيلم: Belissima (إيطاليا 1951) المخرج: لوتشينو فيسكونتي
بطولة: آنا مانياني
مادلينا ممرضة فقيرة وجميلة، تحلم بالمجد والمال والشهرة، وتجد في ابنتها ماريا الصغيرة ضالتها فتقدمها لمسابقة لاختيار أجمل فتاة في روما. نحن في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، وفيسكونتي واحد من الأسماء اللامعة في عالم السينما النيو واقعية الإيطالية، يقدم فيلماً «اجتماعياً ــــ سيكولوجياً» يعدّ مرجعاً للمحللين النفسيين.
نحن إذاً أمام أم تعيد «تشكيل» ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات لتتمكن الأخيرة من تحقيق حلم الأم، الممرضة الفقيرة تضحّي بكل شيء لتحسين مظهر ابنتها كي تتفوّق على كل المتقدمات إلى المسابقة. نسمعها تردد «لتكن تسريحتك كتسريحة والدتك، كم أنت جميلة». ولا يمكن لمن يشاهد الفيلم أن ينسى ذلك المشهد الرائع الذي يصوّر الأم تحضن ابنتها في غرفة صغيرة خلف غرف لجنة الحكم، فتسمعان أعضاء التحكيم يرددون عبارات التهكم على ماريا. ماذا فعلت الأم بابنتها؟ سؤال سنكرره طيلة العرض، لكن الأهم أن الفيلم يغوص في علاقة مادلين بالرجال، فهي من خلال تكريس حياتها لابنتها تهرب من زوجها ومن أي عشيق محتمل، وتمنع قيام علاقة طبيعية بين الأب وابنته، لا مكان للأب في حياة الصغيرة لأن لا دور له في تحقيق أحلام مادلين.
أن تحب الأم ابنتها وتهتم بها أمر في غاية الأهمية، ولكن الفيلم يلفتنا إلى أمهات يخفين خلف هذا الحب عطشهن لحياة لا تشبه الحياة التي يعشنها، أو في حاجة إلى ذلك الحب الذي يذوب فيه طرفا العلاقة، هكذا يصبح حب الأم للابنة مدمراً للأخيرة، ويتحول الأب إلى مجرد شبح أو اسم على بطاقة هوية ابنته.