روان عز الدينإثر انتهاء مؤتمر الدوحة، وبعد انتخاب رئيس الجمهورية، خُيّل إلينا أننا أمسكنا طرف الخيط الضائع، وأن الفرج لاح. واقتنعنا، لسذاجة عقولنا، «إنو الزعما اتفقوا وصاروا يحبّوا بعضن». التمّ شمل المواطنين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وسط احتفالات الابتهاج وأصوات هاتفة بالعيش المشترك. ولم نسلم حتى من المغنين في هذه المعمعة، فتجمهروا من كل حدب وصوب في المهرجانات الوطنية، وتوافد مندوبو الإذاعات والمحطات العالمية لتغطية الحدث الكبير في البلد الصغير، وبدأ المغتربون المتشوّقون للعودة بالحجز لتمضية صيفهم في الوطن الحبيب. ولكن هذه الحالة لم تدم طويلاً، فسرعان ما عاد الزعماء إلى مصارعاتهم، والشاشات إلى رمي الحطب في النار، والجرائد إلى القيل والقال، والرصاص أيضاً عاد يُطرب آذاننا ويلمع في سمائنا، وأكلنا الضرب!