هيثم خزعل وفي الإطار ذاته، قدم الطبيب النمساوي مايكل غاننت في دراسته المتعلقة بعلاج سرطان الثدي دواءً جديداً مضاداً للهورمونات النسائية» زوليدونيك أسيد» وهو عبارة عن حقنة تعطى بالمصل كل ستة أشهر. يعطل الدواء عمل المبيض عند النساء ولا يؤدي إلى ترقق العظم كالأدوية السابقة مثل تاموكسيفين وأنستروزول. وتعدّ هاتان الدراستان ضمن الأبحاث الوقائية، وفي ما يتعلق بالأبحاث العلاجية فقد قدمت الطبيبة الأميركية جويس أوسوني دواءً جديداً هو «لاباتينيب» يعدّ من الأدوية العابرة للشرايين أو الأدوية المركّزة التي تتعرّف إلى البروتينات الموجودة على سطح الخلايا المصلبة أو داخلها وتفكّكها مانعةً بذلك نمو هذه الخلايا.يدمّر الدواء مستقبل البروتينات المنتشر على سطح الخلايا هير -2، ويعطل تفاعله مع أنزيم تيروزين كيناز.
وفي ما يتعلق بسرطان الجهاز التناسلي، أثبتت الدراسة التي قدمها الباحث روبرت أوليفر أن استعمال دواء»الكاربوبلاتين» بعد استئصال مرض سيمينويا الخصية يخفّف من احتمال عودته مقارنةً بالعلاج الشعاعي المعتمد حالياً.
وقدم الطبيب روبرت موترز دواءً جديداً لعلاج سرطان الكلى «سونيتينيب»»وهو من الأدويةالمركّزة ويعمل بالطريقة ذاتها التي تعمل بها أدوية «سورافينيب» و«بيفاسيزوماب»،إذ يعطل هذا الدواء غذاء الخلايا السرطانية عبر منع تدفق الدم في الشرايين التي تغذيها. ويعيق الدواء الجديد عمل أنزيم م ـ تور الذي يمثّل شبكة اتصالات داخل هذه الخلايا، ويوقفه عن العمل حتى لو استعصى ذلك على الأدوية السابقة.
وأثبت الطبيب البلجيكي أريك فان كوتسم في بحثه المتعلق بسرطان الجهاز الهضمي أن الجين ك -راس الموجود في الخلايا السرطانية في الكولون يتعرض لتغيّر (mutation) فيصبح مقاوماً لدواء «سيتوكيماب» المصوب ضد «أ-ج-ف-ر» المنتشر على سطح الخلايا المصابة. وقد أخذت الهيئة الأوروبية لتشريع الدواء في أوروبا الدراسة بعين الاعتبار ومنعت استخدام الدواء إلا بعد فحص يجريه المريض للتأكد أن خلاياه المريضة لم تغير جيناتها ما يؤكد فعالية الدواء عليها. وبالنسبة إلى سرطان الرئة أثبت فان غوتسم أن سيتوكسيماب يستعمل بالتوازي مع استعمال العلاج الكيميائي، ويفيد النساء أكثر من الرجال.
وقدم الدكتور ناجي الصغير طبيب الأمراض السرطانية في الجامعة الأميركية في بيروت اقتراحا لخفض أسعار هذه الأدوية الباهظة الثمن، وترشيد استعمالها. ولفت الطبيب اللبناني فضلو خوري إلى الآثار السلبية التي يسببها استعمال منشطات الكريات الحمراء «اريتروبويتين» التي قد تنشط الخلايا السرطانية وتزيد من احتمال عودة المرض. ونصح خوري باستعمال هذه المنشطات بكميات قليلة لرفع مستوى الـ hemoglobine إلى حد معين، وتزويد المريض بالدم لتلافي استعمال المنشطات.
يذكر أن الجمعية اللبنانية أسست عام 1997 ويرأسها حالياً الدكتور جوزف قطان. ولبنان واحد من خمس دول تستضيف المؤتمر العالمي لعلاج السرطان.