كامل جابرسبّبت إحدى ورش البناء في مدينة النبطية، ازدحام سير خانقاً، وخصوصاً أنها قطعت ثلاث طرق رئيسية عند مدخل أكبر أحياء المدينة وأكثرها حيوية، حي البيّاض.
وأمس، أمهل عدد من أصحاب المتاجر والمحال الصغيرة عند مدخل الحي، القيّمين على الورشة 48 ساعة قبل إقدامهم على فتح الطريق «عنوة»، إذ سبّبت أعمال الحفر التي تجاوزت 12 متراً تحت الأرض، تعطيل مصالحهم في أعقاب انهيار الطريق الواقعة غربي الورشة. واتهموا بلدية النبطية «بالتقصير، لأنها لم تقم بصلاحياتها ولم تراعِ مصالح الناس، بل انساقت وراء مصالح المستفيدين من الورشة».
ويؤكد بعض المهندسين «أن الورشة تخطت القوانين لأن القيمين عليها لم يراعوا حرم الطريق أثناء الحفر ما سبّب انهيار إحدى الطرق، في ظل غياب واضح لرقابة البلدية التي رفعت لافتة تشير إلى أعمال للبلدية كتغطية منها لتجاوزات الورشة». وفيما يستمر قطع الطريق أكثر من شهر، لم تؤكد أيّ من مصادر البلدية أو الورشة أن المعالجة سوف تجري في القريب العاجل، ولا سيما أن أعمال البناء المقرّرة بدأت في الورشة، بعيداً عن معالجة الانهيارات الحاصلة أو المتوقعة. ويشير المسؤول الإعلامي لبلدية النبطية الصيدلي عباس وهبي إلى «أن البلدية تنبّهت منذ البداية إلى الأخطار الناجمة عن أعمال الورشة، وطلبت إلى أصحاب الشأن معالجة الأمر وهذا ما سيحصل قريباً خصوصاً أن إحدى الشركات الخاصة ستقوم بتحضير جدار جاهز من الإسمنت خارج الورشة لتعمد لاحقاً إلى تركيبه». وأكد على متابعة «التفاصيل ونحن نقدّر تبعات الورشة على الناس». من جهته، يشير عضو المجلس البلدي المهندس حسين جابر، إلى عدم وجود أي قانون يسمح بقطع الطرقات العامة من أجل المصالح الخاصة كلّ هذه المدة «وبما أن الموضوع كبرت تبعاته، فسوف يكون بنداً أول على جلسة المجلس البلدي التي سوف تُعقد اليوم الثلاثاء».
تقع الورشة بين ثلاث طرق ترتبط بالمدخل الرئيسي لحي البياض، تسبّبت أعمال الورشة بقطعها عن هذا المدخل المرتبط هو الآخر بشارع «محمود فقيه»، الممرّ الرئيسي لحركة السير نحو مناطق بنت جبيل، والخط الساحلي الغربي وقرى القضاء الواقعة غربي مدينة النبطية. وبسبب وقوع أحد المراكز الثقافية «المركز الثقافي الفرنسي» عند الطريق الشمالية الوحيدة الباقية التي تربط شارع محمود فقيه بحي البياض، تصطف السيارات المستفيدة من الدورات الصيفية المقامة في المركز الثقافي، وتسبب هي الأخرى ازدحاماً خانقاً عند مدخل الحي، وبالتالي تضرر مصالح أصحاب الدكاكين المنتشرة على جانبَي الطريق، فضلاً عن الضجيج الناجم عن إطلاق العنان لأبواق السيارات العالقة في زحمة السير.
وبين «حانا» الورشة التي تسابق الوقت للصعود بالبناء إلى فوق الأرض قبل حلول الشتاء، و«مانا» غياب ملاحقة البلدية للموضوع منذ بدايته، باتت المدينة محبوسة «بقنينة»، إذ يحتاج العبور في طريق لا تتعدى 500 متر، إلى أكثر من ثلث ساعة في معظم الأحيان.