أصدرت وزارة الثقافة كتاباً بعنوان «ربيع الكلمات»، ضمّ أعمال الطلّاب الفائزين بمسابقة الشعر والقصة لعام 2007، والتي كشفت جرأة في طرح القضايا
معمر عطوي

«أجمل الأشياء هي التي تحمل في باطنها معارف الحياة، والتي يستوطن في جذورها ألق التحدّي والإبداع»، بهذه الكلمات توجّه الشاعر نعيم تلحوق إلى طلاب لبنان بمناسبة صدور نتائج مسابقة الشعر والقصة لعام 2007، التي تعدّها وزارة الثقافة.
تلحوق المسؤول عن المسابقة، والذي يتابع الجيل الواعد لحظة بلحظة من أجل تقديم إبداعاته، أراد من خلال كلمته إلى الطلاب تشجيعهم على ركوب موجة الحداثة والجرأة في التعبير بقوله: «لا تعاقبوا أحلامكم بما لا تحبّون أو تعشقون، لأنّ الكتابة فعل حب وعشق يحمل ذاته إلى إبداع حقيقي».
أمّا المدير العام لوزارة الثقافة، عمر حلبلب، فقد أكد أنّ «الشباب يبرهنون أكثر، سنة بعد سنة، أنّ اللغة هي جسد الحياة الجميل، وأنه بغيرها، نستقيل من إشراقات حضورنا الإنساني».
وتُظهر مجموعة مؤلّفة من عشر قصائد وعشر قصص جُمعت إلى جانب قصيدة وقصة منوّه بهما، دماً جديداً يجري في جسد الإبداع الفتي، إذ يتقن الجيل الجديد الذي لم يطأ أبواب الجامعة بعد، لغة أدبيّة جريئة في طرح القضايا وجميلة في سبك عبارتها، تتغذّى من تحوّلات تقنيّة وعلميّة، من دون أن تتخلّى عن لغة طبعت الأدب العربي في العقود السابقة. لغة لا تزال تسري في المناهج الدراسية الحديثة، لتؤكد عراقة القصيدة والقصة في الأدب العربي عموماً والأدب اللبناني خصوصاً.
من هنا تجلّت قصائد الأدباء الجدد، التي تطوّعت الدار العربية للعلوم بنشرها، بمشاهد حديثة لا تنفصل في جمالية عبارتها عن أصالة اللغة، لكنها تتجاوز في جرأتها وإباحيتها، التابوات التي كانت سائدة في المشهد الثقافي العربي، رغم وجود حالات استثنائية وسط هذا المشهد منذ عقود طويلة.
كذلك تظهر في أعمال الطلاب صور من واقعهم الاجتماعي والديني، من خلال خطاب يدلّل على تأثرهم بهذا الواقع وتعدديته في الوطن الواحد. كما كان للأيديولوجيات التي عصفت بلبنان نصيب من اهتمامات الفائزين الذين هم، بلا شك، أحد عناصر المشهد اللبناني برمّته.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفائزين في هذه المسابقة هم: هدى فقيه (قصة بعنوان موعد مع ... لبنان) وكفاء رامز مساعد (عواصف المعاناة) وميريام سلامة (حياة تحت الأرض) ورنا ياسين (الشمطاء) وفاطمة إسماعيل (في طفولتي كان لي جناحان) ورهف أبو شاهين (مصابيح الليل) وغادة الموسوي (ذاكرة الأيام) وفاطمة بدر الدين (ومرّت الأيام) وفرح زبيب (ونبحر في تموز الكرامة) وآلاء حمية (نبل الشهادة) بينما نالت قصة صهيب أيوب (أزاهير التيه) تنويهاً خاصاً.
أمّا الفائزون في الشعر فهم: عُلا خضارو (كبر شعب) ومعتز العسراوي (بعد الرحيل) وليال خليفة (قريبا كالموت) وهبة العريضي (بيني وبينك) وآنا أنطون (أنا؟) وجود خالدية (عيناك) وتامارا سركيس (أحبك شرقيّاً) وناديا زهرا (أقول) وحوراء يعقوب (الأمل البعيد) وبتول سليمان (من الصفر)، فيما نُوّه بقصيدة (وسكتت الحكاية) لحسين ناصر.