مالك أكرم سعيدطبيب مبدع من أصل لبناني، يفتخر دوماً ويعتز بأصله. أعطى الطب العالمي والبشرية جمعاء، والإنسانية في كل مكان، إبداعات باهرة وتضحيات جليلة ستخلّده إلى الأبد. ليس رائداً لجراحة طب القلب والاختراعات التي تخدم نجاح هذه الجراحة وتفوّقها وارتقاءها فحسب، بل رجل أعمال خير وإنسانية بامتياز. مدّ يد العون وأنقذ ألوف الناس من مختلف الأجناس والأعراق والألوان، هؤلاء الذين يعجزون عن دفع تكلفة علاجهم الباهظة جداً. الطبيب العالمي الأشهر على الإطلاق الذي أجرى أكثر من ستين ألف عملية جراحة قلب، كثير منها دون أي مقابل، تخفيفاً من آلام الناس ومعاناتهم والعذاب.
مايكل دبغي، الذي يرحل عن عالمنا، تاركاً إرثاً علمياً عظيماً، ساهم في حل العديد من المسائل في مجال طب القلب والشرايين والأوعية الدموية، يجعلنا نقف احتراماً وتقديراً وإجلالاً أمام عظمة هذا العملاق الذي رفع رأس لبنان عالياً بين أمم العالم وشعوبه أجمعين، ونتساءل ومشاعر الحزن تملأ القلوب والوجدان: أليس حراماً أن نحيا في وطننا الحبيب حياة صعبة مرّة من دون ماء ولا كهرباء، نعاني الفقر والمرض والجوع، ونُكرَه على الهجرة إلى أبعد الأماكن، وقت يصدّر وطن الأرز والقدرات هذه الشخصيات المرموقة التي تحتل أعلى المناصب وأرفع المقامات، وتتولى المراكز الحساسة، مساهمة في صورة قلّ مثيلها في دفع عالمنا المعاصر إلى الأمام؟ أليس من المعيب والمؤسف أن تبقى الأحوال على ما هي عليه، وأبناء الوطن في الخارج يصنعون الانتصارات والأمجاد؟