صلاح عصفورخائف يا سمير من حريتك! لك كل الحق وأنت مَن سكن ضمائر الأحرار والثوار. متهيّب أنت عودتك للرحم والانتماء، أنت الذي لم تبارحه قط. بعض من عشائرنا وأفخاذنا قد بدّلوا العدو، فأضحيت أنت أسير الجار. تهاوت ثوابتنا وسكن اليأس نفوسنا، وبقيت أنت وإخوانك مَن يسدّد خطانا كأبناء ضلّوا الطريق.أضحى «تقديم الشاي» لسجّانك غير مستهجن، وأعطي النوم لمَن سكبها وقدمها.
سمير، يا مَن قدّمت شبابك وقبلها دماءك يوم شطرت وجهك قبلة العرب والمسلمين، تبدّلت أمور كثيرة، وأجرى بعض من يساريينا ومثقفينا عمليات تجميلية دفعت من «بونات نفطية»، بعد أن ترهّلت ثوريتنا تحت أقدام الاعتدال والواقعية ومفهومهما.
بقيت أنت المغامر الأول والمتهوّر الأول. يا مانديلا العرب، سكنتَ محاجر عيوننا وحجرات قلوبنا، فأي طاقة لدينا وأي شجاعة نملكها للنظر في عينيك وعيون إخوانك، حيث أنتم الطلقاء ونحن فعلاً السجناء.
عودتك، عودة دلال المغربي وعودة أبطال عاهدوا وآمنوا بأن طريق الكرامة والحرية والاستقلال لا تستقيم من دون تضحيات، لم ولن يفقهها مَن «يعشقون الحياة».
صلاح عصفور