غنوة حبيب فرانمرّت في آذار الماضي، الذكرى الأربعون لمعركة الكرامة التي تصدى فيها بواسل الجيش العربي الأردني والفدائيون الفلسطينيون الأشاوس للقوات الإسرائيلية المعتدية، ولم تأخذ حقها إعلامياً كما يجب وتستحق، سوى إشارات خجولة ولمحات بسيطة مختصرة، ومقتطفات موجزة من هنا وهناك. منهم مَن ذكرها على عجل ومر عليها مرور الكرام، بالرغم من أهميتها التاريخية كحدث نضالي هام، استطاع من خلالها المقاتل العربي الشجاع أن يبرهن بالدم القاني أنه قادر على هزيمة الجيش الذي يعتقد ويظن أنه لا يقهر أبداً. معركة الكرامة هي محطة مضيئة في تاريخنا العربي المعاصر الحالك بالسواد والظلمة والهزيمة والتخاذل، لأنها أعادت الكرامة والعنفوان لكل العرب من المحيط إلى الخليج. بكل فخر واعتزاز، نستطيع بثقة أن نطلق على معركة الكرامة التي وقعت في 21 آذار من عام 1968 الذي صادف أيضاً يوم عيد الأم، لقب أمّ المعارك وأمّ الكرامات التي مهّدت لانتصار واعد آتٍ لا ريب فيه، وملحمة بطولية مقبلة. وأم معارك أخرى سطّر ملحمتها في جنوب لبنان الأبيّ أبطال المقاومة الوطنية والإسلامية الشجعان. هذا النصر والإنجاز التاريخي العظيم ما هو إلا كرامة إلهية مَنَّ الله بها على عباده الصابرين المحتسبين الصامدين في جنوب لبنان.