خضر سلامةيغصّ عالم برامج الأطفال التلفزيونية وقصصهم في ساحتنا بشخصيات كرتونية غربية أو يابانية، مترجمة إلى العربية، إلا أن الأردني سليمان بخيت (متخرج من جامعة مينيسوتا الأميركية) كسر القاعدة عبر وضعه قصصاً مصورة للأطفال باللغة العربية، وحسب صحيفة «بابليكو» البرتغالية، يظهر بخيت الشخصيات العربية الخارقة في القصص حاملةً رسالة إنقاذ العالم من براثن الشر. بعيد أحداث أيلول 2001، تعرض بخيت أثناء رئاسته رابطة الطلاب الأجانب في الجامعة لمضايقات عنصرية، من شتم وضرب، وبكدمات قوية وإصابات خطيرة، ما اضطره لإجراء عمليات جراحية بلاستيكية لوجهه وذراعه، وكردٍ على الاعتداء، ألقى بخيت محاضرات وندوات ضد العنصرية.
وفي لقاء مدرسي، سُئل «هل لديكم سوبرمان عربي؟»، عندها اكتشف بخيت أن الحقل الاجتماعي العربي يخلو من «أبطال خارقين»، فصمم على ابتكار شخصيات يريدها «منبع إلهام ووحي» ومصدر أمل للطفولة العربية.
عام 2005 أسس «آرانيم للإنتاج الفني»، لتكون هذه الشركة «أول ناشر متخصص في كتب الأطفال القصصية المصورة في الأردن».
استعان بخيت بعدد من الرسامين العالميين، كالبرازيلي إدواردو فرانسيسكو، إضافة إلى فنانين من ألمانيا وبريطانيا واليابان والصين. استوحى البخيت كل شخصياته من مجتمعه، ومن «الميثولوجيا العربية»، فابتكر شخصيتي «أوزه» و«منسف» (وهما وجبتان تقليديتان في الأردن)، ومن ثم شخصية الطيار «ذو الفك المربع» (شخصية كرتونية تمثل الطيار الشهيد موفق السلطي الذي قضى في مواجهة الطيران الإسرائيلي)، ليصل أخيراً إلى مجموعة أبطال هم أطفال العرب الذين يبدأون مغامرتهم من عام 2050 من مدينة البتراء، مكتشفين قواهم الخارقة، وساعين لإنقاذ العالم بعد نضوب النفط واختفاء الكبار. تجدر الإشارة إلى أن القصص المصورة التي أصدرتها آرانيم، وُزّع منها خمسون ألف نسخة مجانية عبر صحف أردنية، لتباع لاحقاً في السوق السوداء بدينار للنسخة.
بخيت صرح لوسائل إعلام غربية بأن هدفه الأكبر هو مواجهة «التطرف الراديكالي» وتقديم «أمثولة» وقدوة حقيقية قادرة على محو صورة أبو مصعب الزرقاوي.
ويلفت بخيت «كنت من كبار المعجبين بالرجل الخارق، والرجل الوطواط. ولكن لم أتمكن قطّ من رؤية نفسي فيهما، فالمواصفات برمتها لا تُعدّ منطقية ضمن ثقافتنا»، ويبقى هدف بخيت أخيراً أن يستطيع استعمال الشخصيات الأسطورية العربية لشد جمهور عالمي، وتصحيح الصورة المشوّهة مثلاً لقصة علاء الدين في الإنتاج الأميركي، أو الصورة الغبية التي قدمت عن سندباد في الإنتاج الياباني، وهمة سليمان تظهر جلياً في انكبابه حالياً على إصدار أول فيلم كرتوني متحرك ناطق بالعربية.


عالم بلا نفط

هذا الطفل سيستفيق عام 2050
لينقذ العالم العربي، لن يكون وحيداً حسب بخيت، رفاقه كثر، يتمتعون بقوى خارقة اكتسبوها صدفة. وحدهم سيحدّدون مصير عالم يخلو من الكبار ومن النفط.


البتراء مستقبلاً!

طائرات حربية وأبراج، تشبه إلى حدّ بعيد أفلام الحركة على الطريقة الهوليوودية. وإن كانت الصورة توحي بأحداث 11 أيلول الإرهابية، لكن بخيت يبتعد عن أميركا... المعركة هذه في سماء البتراء