انطلقت حملة مكافحة الجوع مجدداً، ولكن هذه المرة على موقع فايسبوك، من خلال أكبر مجموعة على الموقع، وهي تحتوي على مليونين ونصف مليون عضو. عنوان المجموعة كفيل وحده بجذب عدد كبير من الأعضاء «أطعم طفلاً بكبسة واحدة». أما هذه الكبسة فهي بسيطة، إذ تحتوي المجموعة على عدد كبير من المواقع بإمكان المتصفّح اختيارها، وعند دخولها يذهب قسم من المال مباشرة لإطعام طفل فقير.حسناً، تبدو الفكرة سيئة ومجرّد وسيلة دعائية لزيادة عدد متصفّحي هذه المواقع، وخصوصاً أن معظمها لا يوضح طريقة تحويل المال إلى الفقراء. مثلاً، عند دخول موقع www.thehungersite.com يكفي أن يضغط المتصفّح على الخانة الصفراء ليحوّل المموّلون كوباً من الطعام إلى أحد فقراء أفريقيا، وإذا اشتريت من أحد المتاجر التي يروّج لها الموقع فإنّ نسبة التبرّع تكون أكبر.
غير أنّ هذه الأسئلة لا تشغل بال أعضاء المجموعة على فايسبوك. «فالمهم النية»، كما كتب أحد اللبنانيين على جدار المجموعة.
إلا أن مواضيع النقاش التي تخطى عددها ألفاً وسبعمئة موضوع، لا تنحصر جميعها بالجوع ومتفرقاته. فمنها المواضيع الجنسية ووصلات لمواقع إباحية، ومنها الدينية التي تناقش وجود الله، ومنها الانتخابية التي تقود حملات المرشّحين للانتخابات الرئاسية الأميركية، ولم يُزِل المشرفون على المجموعة أياً من هذه المواضيع «خشية تدني عدد المنتسبين إلى المجموعة». ولكن لا يخلو الموقع من بعض التوجيهات وحملات التوعية التي ترشد الأعضاء إلى نسب الفقر وتوزيعها في العالم، كما أنها توضح أسباب هذا الفقر من وجهة نظر المشرفين على المجموعة، دون التطرّق إلى الاستغلال الغربي للثروات الأفريقية والآسيوية. فسبب الفقر، بالدرجة الأولى، هو الجهل كما يوضح عدد من التعليقات في المجموعة.