ملصق رقم واحد: «الحياة بالصور». يقدم مهرجانا بعلبك وبيت الدين حفلة حيّة لـMIKA في ساحة الشهداء يوم 27 تموز 2008، برعاية...ملصق رقم اثنين: «مدمن بس مش مجرم. الحبس مش حلّ. ساعدو يتعالج». توقيع جمعية «إم النور».
في شارع سبيرز، تزيّن الجدران ملصقات بألوان الفرح. إلا أنّ الحياة لا يعبّر عنها بالألوان فقط.
فمن خلف هذين الملصقين، تطلّ وجوه بالأبيض والأسود محاطة بخلفية حمراء. تحت كل رسم مدوّن اسم وتاريخان، إضافةً لـ«استشهد في...». يدفع الفضول إلى جمع أجزاء الملصق المخبّأ الذي لا تزال مواده اللاصقة طريّة (؟!). تنتهي عملية البحث، ويُكشف أمر الملصق رقم ثلاثة: «من الحزب الشيوعي اللبناني إلى كل الوطن». إنه إعلان بسيط لشهداء سقطوا حاملين السلاح. ثمانية صور لشهداء من جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية سقطوا بين عامي 1985 و1987.
شبان استشهدوا من دون أن تعني لهم الرصاصة في القلب حياةً أبدية. غطّى إعلان «ثقافة الحياة»، التي يعبَّر عنها بالفرح والسهر، إعلان «ثقافة الموت» الدموية التي لا تنتج إلا القتلى والتدمير والتهجير والمآسي.
لكن في «ثقافة الموت» هذه، روح عالية من الإنسانية تسعى إلى الحياة والثقافة، يمكن اختصارها بـ«حياة الثقافة»، حيث الثقافة لا تعني الكتب والموسيقى (أي موسيقى؟ MIKA) وحسن المنطق وغيرها فقط، بل تعني أفكاراً أسمى من لغة الفرح الكاذب والعابر.
لشهداء «حياة الثقافة»، ألف اعتذار.

نادر...