لا نريد نَوَر ولا وظاوِظ في سهراتنا». رسالة واضحة وجّهها خمسمئة عضو في موقع فايسبوك، بعدما أطلقوا مجموعة تهدف إلى توقيع عريضة ضدّ وجود هؤلاء في السهرات. ولكن من هم «النَوَر والوظاوظ»؟ طبعاً ليسوا البدو الرُحّل، إنّهم الشباب اللبنانيّون الذين يرقصون في السهرات بطريقة «مقرفة» ويرتدون ثياباً غريبة، وفي أجسادهم ووجوههم عدد كبير من الثقوب (piercings). هذا هو التعريف الذي تقدّمه المجموعة، والذي يبدو أنه أرضى عدداً كبيراً من اللبنانيين الذين وجدوا في المجموعة «فشّة خلق» وفسحة لانتقاد «المناظر المضحكة» التي يرونها في السهرات.ومن أبرز الأمور التي انتقدتها المجموعة، التشابه الكبير بين معظم هؤلاء الشباب. فشعورهم واحدة «ربما يذهبون عند مصفّف الشعر نفسه»، يعلّق أحد الأعضاء ويدعى مايك. غير أن الانتقادات لا تقف عند حدود الشكل، فبعض الأعضاء يدعون إلى نبذ «النَوَر والوَظاوِظ» وحتى استعمال القوة معهم لمنعهم من الدخول إلى السهرات والحفلات الفنية. كذلك تشهد المجموعة عدداً من المشاكل بين مناصرين لهؤلاء ومعادين لهم، فتتوالى الشتائم، حتى تصل إلى حدود السياسة. فمناصرو هذا الحزب أو ذاك هم من يروّجون لهذا الـ look، وقد تذهب الاتهامات إلى أبعد من ذلك ليصبح هذا المنظر حكراً على أبناء طائفة محدّدة.
وفي محاولة لترطيب الأجواء وتبرير الشتائم، يقوم المسؤولون عن الموقع «بدعوة الوظاوظ إلى الاهتداء للطريق القويم» من خلال إعطائهم نصائح لتسريحة «كلاس» أو اختيار ملابس «تلائم السهرات التي يأتون إليها». واللافت أن المسؤولين عن المجموعة ليسوا كلهم لبنانيّين، فمنهم أتراك ومسؤول إيطالي جذبتهم المجموعة، وقرروا مساعدة «الشباب اللبنانيين على تطهير سهراتهم من المناظر الشاذة»، بحسب تعبيرهم!.