هل ثمة من يذكر: «فلتنتظم صفوف الوطنيين اللبنانين كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم السابقة وعن الاختلافات الأيدولوجية والطائفية والطبقية، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي... رفعاً لراية التحرر الحقيقي لشعبنا العظيم»... هل ثمة من يذكر؟قد لا يتذكر كثيرون هذا البيان العائد إلى أيلول 1982، إلا أنّ هناك من لا يزال يذكره، ومن لا يستطيع نسيانه، لأنّ هذا البيان تعمّد بالدم عبر أكثر من 1113 عملية عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي وعملائه، شارك فيها أكثر عدة آلاف من المقاتلين سقط منهم 184شهيداً. من لا يذكر أو يعرف- أو يتناسى- هذه المرحلة، بالطبع لن يذكر أو يعرف- أو سيتناسى- تنظيم «الحرس الشعبي» العائد إلى تموز 1968، والذي أطلق الدفاع عن الأراضي اللبنانية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
عند الساعة الخامسة من مساء أمس، تلقى الحزب الشيوعي (مطلق الحرس الشعبي و«جمول») دعوة رسمية لحضور حفل استقبال الأسرى في مطار بيروت، بعد إطلالة إعلامية للأمين العام للحزب استنكر فيها استبعاد الشيوعيين عن الاحتفال الرسمي. عادت الدعوة ووجّهت، فشارك الشيوعيون، رسمياً.
ليست مفاهيم المقاومة، التحرير، الأسرى، الشهداء وغيرها، مفاهيم جديدة، إنما تعود لأكثر من أربعين عاماً مضت. والخوف ليس إلا من تناسٍ متعمّد، أي من تزوير، للتاريخ، تزوير حفل به تاريخ لبنان منذ أحداث 1860 التي وقعت نتيجة عراك أطفال على لعبة «الكلّة»، كما يؤرّخ بعضهم.

نادر...