ريما يونسعندما يعدنا يصدق. ها نحن على قاب قوسين أو أدنى، نترقب حدثاً طالما انتظرناه طويلاً.ها هم قادمون إلينا يمتطون رموش العيون، كاسرين اليأس لينبت الفرح من جديد. في يومكم الميمون، سأرتدي حلّة الفرح وأمضي إلى ساحات النصر لأكسر قيد العبودية إلى الأبد.
سأخلع عباءة الحزن وأرتدي هيكلاً جديداً يضجّ بالحياة. في يوم اللقاء سأبكي كما لم أبكِ من قبل، وسأضحك ضحكاً هستيرياً، وسأصرخ حتى أثمل. سأكسر جميع الأسوار وأرحل بعيداً.
سأتسلق حبال الشوق وأقفز بين الجموع، وسأغني للحياة وللشمس، كي تشرق من جديد على أيامنا المغبرة.
لم أعهد هذا الجنون من قبل، ولكنني سأمارسه، فكيف لا وسمير قادم إلينا بعد ثمانية وعشرين جرحاً. نحاول رتقه، ولكثرة ما نزف غرقنا بدوامة من الوجع. فباتت الجراح تضجّ بنا فنتلوى على إيقاعها الذي يدعو إلى الذوبان.
وفي خضمّ ذوباننا، جاء من ينتشلنا ويعيدنا إلى واقع يضج بالأمل بغد مشرق، ينضح بالكبرياء والعظمة. رغم التشاؤم الذي يسكنني سأبتسم. رغم الشحوب الذي يحيط أيامنا والذي يبعث على الكآبة، سأغلف نفسي بواق من الحزن وسأبتسم.
فنحن أيضاً نحب الفرح ونكره الحروب، ونحب السلام والرخاء والراحة، ونحب الحياة ونكره الخيانة.
من الآن لن أغمض جفني، وإن سها لن أحلم إلا بكم. فيا أيها القادمون من عتمة الزنزانة من وجع الأسر من رحم الجرح، أضيئوا سماءنا بنور وجودكم كي نحيا بسلام. لعلّ قدومكم يكون موعداً للالتحام من جديد، موعداً لزرع الابتسامة واستئصال الألم.
موعد لرسمنا من جديد بين دروب العز والعلو والارتقاء. بين دمعات الفرح التي ستغسل حقدنا وتذيبه إلى الأبد.
في يومكم وقفنا جميعاً، محباً وصديقاً وعدواً، شاخصين الأبصار إليكم، نتفحصكم، نتأملكم، نتوه بين خطوط وجوهكم، ونقرأ فيها قصة نضال، ننحني أمامه ونصمت، تاركين الفرح يقفز من بين محاجرنا سيلاً جارفاً، يطرد يأسنا ويطير بنا إلى مملكة الروح، حيث المحبة المطلقة والفرح الأبدي.