ريمون هنودسلام عليك أيها العملاق الوافد من ثلاثين سنة ذهبية من الصمود البطولي. سلام عليك يا محطّم الأرقام القياسية في النضال المقدس. سلام عليك يا عريس لبنان البار والأمة العربية المجيدة. اعتقد الجبناء المغتصبون بأن ثلاثة عقودٍ من الزمن قد تكون كفيلة بتذويبك معنوياً وتثبيط عزيمتك. فبتّّّ المثال الأعلى لكل من يودّ الغوص في يمّ الجهاد ضدّ مصاصي دماءٍ مهووسين لا يمكنهم أن يحيوا إلا على رؤية أشلاء الأبرياء والعُزّل وأنين الأمهات الثكالى، وعلى رائحة دماء الأطفال الزكية التي نُحرت كالخراف في فلسطين ولبنان والعراق.
سلام عليك أيها المارد، يا من كنت جباراً في سجون الأقزام، وقد جنّ أحفاد القردة من صبرك وصمودك الجبارَين. سلام عليك، اشتقت إليك، لأقبّل وجنتيك، وأشمّ من ثيابك أريج زيتون فلسطين، حبيبة قلبي وقضيتي المركزية وحبّي الأول والأخير وحبّ كل عربي شريف.
سمير، أبشّرك، طرقات الوطن ليست مفروشة بالورود، يا حبيب القلب. يا أيها الأمير، أنت عائد إلى وطن الأرز العربي، وطن بات أرزه ينزف دماً حزناً على أبنائه المغرّر بهم، المساكين الطيبين الذين أمسوا سلعةً تباع في المزادات العلنية على طاولات الإمبريالية من جانب حيتان المال وأمراء الطوائف.
لبنان يا سمير، بات مرتعاً للوحوش الكاسرة، وكل وحش يريد اقتطاع قسم من أرض عزيزة منه ليبني عليها إمارته الوحشية، وأظنك تعلم كل العلم بأن حاخامات الكيان الصهيوني المجرمين يقهقهون فرحين جرّاء ما اقترفته أيادي من نصّبوا أنفسهم أمراء على شعب في حق الوطن النازف الكئيب، في حق شعب وقع في الفخ ولبّى نداء الأمراء الآلهة، وتقاطر مليونياً إلى الساحات الفسيحة ظناً منه أن انتفاضة الاستقلال الحقيقية قد تحققت. فويلٌ لمن لا يدري ماذا يفعل. ويلٌ لمن لم يدر بعد أن الاحتلال الحقيقي للبنان هو الطائفية والمذهبية والقبائلية والعشائرية. ويلٌ لمن ظنّ أن الوطن هو فعلاً شراكة في تحاصص مقدراته. ويلٌ لمن لم يعلم بعد أن الوطن أخوّة ضمن أطر النزاهة والكفاءة والعدالة الاجتماعية.
سمير، أمامك وأمامنا طريق طويلة من النضال، ودرب طويل مزروع بالأشواك الفئوية، فعلينا إصلاح ما أفسده طغاة الطوائف وبراكيل المال. نضالٌ طويلٌ توجيهيّ، تعبوي تثقيفي، لتحويل عبدة المال والمذهبية، إلى عبدةٍ لوطن عربي علماني ديموقراطي تقدمي تحرري، لتنعم أرواح دلال المغربي وإلياس حرب وميشال صليبا وحسن علي موسى وجمال ساطي وفرج الله فوعاني واياد قصير وحسن ضاهر ومكسيم جمال الدين وسناء محيدلي وخالد علوان وغيرهم وغيرهم، والقافلة طويلة، بالرخاء والهدوء والسلام والطمأنينة في جنان المقاومة.
سمير، فرحةُ لبنان ومزارع شبعا كبيرة. فلسطين الحبيبة في حالة فرع عارم، وهي على يقين بأنك ستعود إليها لتحررها مجدداً من عصابات الاغتصاب التلمودية النيرونية. أما الجولان الأشم، فيُعوّل على تلامذتك بإزالة مناظير اللصوصية والقرصنة من على هضابه لتعانق شبعا وفلسطين.