بيار الخوريلم تكن تشكيلة الحكومة سهلة بالمعنى الواسع للكلمة بل كانت أقرب إلى المستحيل لولا الانتخابات النيابية لعام 2009. فالكل أخذ حقوقه. لماذا؟ هنا لا بد من قراءة موضوعية لللانتخابات:70 في المئة من النتائج محسومة لتيار المستقبل والاشتراكي، إضافة إلى حزب الله وحركة أمل. فهم سيكسبون الانتخابات بدون أدنى منافسة. أما أم المعارك فستحصل بين مسيحيي 14 آذار ومسيحيي المعارضة حيث لم يستطع المستقبل والاشتراكي ترك حلفائهما المسيحيين لأنهما إذا فعلا يربح عون جولة جديدة ويسجل رقماً آخر في معادلة «تخاذل مسيحيّي 14 آذار». عندها يخسر تيار المستقبل أكثريته ويتحوّل إلى درجة ثانية في معادلة الحكم فتنهار من وجهة نظره معركة المحكمة الدولية و«الحقيقة».
أما حزب الله فبدعمه التيار الوطني يكون قد أجّل عملية الاستفراد بالمقاومة. الاستنتاج واضح: حكومة تسعى للعيش في ظروف أقل ما يقال عنها تحضيرية لانتخابات طاحنة مسيحياً: معارضة تسعى للحفاظ على المقاومة من بوابة دعمها للتيار الوطني وموالاة تعمل على تعويم مسيحييها وصولاً إلى الحكم الذي كثيراً ما استأثرت به. وبذلك يكون الأفرقاء قد انطلقوا من معادلة «الكاسب وزارياً هو الراجح انتخابياً». أما الوصول إلى وزراء ونواب لبنانيين، فهو حلم أقرب إلى الأسطورة.