روان عز الدينربطة الخبز قد تصل إلى 2000 ليرة، لا يهمّ! البنزين يزداد غلاءً، لا يهمّ! انفجار في غزة، لا يهمّ! هزة أرضية ستضرب المنطقة، لا يهم! الأهمّ هو أنها الساعة العاشرة مساءً!
الكل متسمِّر على شاشات التلفاز بعدما ألغيت مشاريعهم وتجمدت سهراتهم، يتبادلون التوقعات والتنبؤات. «اليوم رح يرجعو البعض... نورما إلها غير عابدين... مهند مش فارقة معو، نور فارقة معو الشركة بسّ...»، وتوقعات أخرى لا نهاية لها. بعدها يسود صمت غريب: لقد بدأ نور، لا حراك، لا همس ولا حتى التفاتة، فالعيون كلّها مثبتة على الشاشة. ها قد أطلّ مهند: تنفرج أسارير الفتيات، ولا سيما المراهقات منهن.
ــــ يقبرني انشاء الله ـ يسلملي مثل القمر ـ ششش، سمعونا!
أما المسلسل فلا جديد فيه. المشاكل والحوادث تكرّر نفسها كل يوم. وقصص حب متشابهة يعيشها الأبطال، ويعيشها المشاهد معهم، فيفرح لفرحهم ويغضب لغضبهم، بعدها، تنهال الشتائم على المخرج من جهة، وعلى الممثلين من جهة ثانية. يتخذون موقفاً من هذا ليقفوا مع تلك. وكثيراً ما تؤدي بهم حدة مواقفهم إلى العراك من أجل مسلسل كل ما يفعلونه هو تأدية أدوار طُلبت منهم. مسلسلات تركية تحل مكان المكسيكية على شاشاتنا العربية. تعددت الجنسيات والتفاهات واحدة. تفاهات تزيد من انحطاطنا. أكثر من 160 حلقة سيترقبها العرب واللبنانيون. وسيكون لسهراتنا هذا الصيف نكهة خاصة وجديدة، إذ يكفي أن مهند ونور سيكونان المتربعين على عرشها.