من المؤكّد أن حياة الذبابة صعبة. ومن المؤكّد أيضاً أنه لا أحد يتمنّى العيش والموت تحت مفعول «البايغون» و«البيف باف». لذا، تعاطفاً مع الذباب وباقي الحشرات «المظلومة»، أنشأ عدد من أعضاء فايسبوك مجموعة خاصة بعنوان «مش هيني تكون دبّانة».العنوان مقتبس من إعلان «مش هيني تكون لبناني» الذي تبثّه المؤسسة اللبنانية للإرسال، وكتب المسؤول عن الموقع نصاً كاملاً مشابهاً لذاك الذي يبثّه الإعلان، لكن مع استبدال كلمة «لبناني» بـ«دبّانة». هكذا تتحوّل عبارة «يمكن لأنو كبير ونحنا بعدنا زغار، يمكن لأنو زغير ويلي بغارو كتار» إلى «يمكن لإنّو المشاية كبيري ونحنا بعدنا زغار، يمكن لإنّو إزعاجنا كبير واللي بيكرهونا كتار».
ويعتمد المسؤولون صورة رسمية معبّرة للمجموعة، وهي صورة ذبابة مقتولة على حائط وتبدو فوقها آثار حذاء.
وتعد هذه المجموعة من أكثر المجموعات اللبنانية نشاطاً على الموقع، فهي ترسل باستمرار النكات الجديدة للأعضاء بواسطة رسائل خاصة، كما أنها خصصت موضوعاً مستقلّاً لكتابة أجدد الطرائف المتعلّقة بالذباب. مثلاً «في شي أزرق وواقف على الحيط شو هوي؟» الجواب «دبانة لابسة جينز». أما النوع الثاني من الطرائف فهو الاحتفالات التي تنظّمها المجموعة ومنها «vape mat sahring party».
يبلغ عدد أعضاء المجموعة 1200 عضو، وجدوا في الذباب قاسماً مشتركاً بينهم. لكن النقاشات لا تخلو من بعض الحزازيات و«اللطشات» السياسية والطائفية، ما أجبر المشرفين على المجموعة على إصدار بيان «شديد اللهجة» أكّد «أنه ليس هناك طائفية بين الذباب لأن المجتمع الدبّانيّ واحد موحّد وتتجلى فيه الوحدة الدبانية بأبهى حللها. مجلس القيادة يشكر تعاونكم». وكان هذا البيان الساخر كفيلاً بإعادة الأجواء إلى طبيعتها المرحة في المجموعة، وانسحاب بعض الأعضاء الذين دخلوا المجموعة لاستقطاب الأعضاء إلى مجموعات سياسية.
ويبدو أن المجموعة في طور التوسّع، فهي بدأت تبحث عن «سبونسر» لإنتاج إعلانها الخاص المصوّر والشبيه بالإعلان الأصلي. وقدّم بعض الأعضاء في هذا الإطار استعدادهم لإخراج الفيديو والمساعدة في الأمور التقنية.