يعرض طلّاب الهندسة المعمارية والديكور في الجامعة اللبنانية الأميركيّة تصاميمهم ومشاريع تخرجّهم في «معرض نهاية عام 08»
ديما شريف

يخيّم الهدوء في قاعة الشيخ زايد في مبنى الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، حيث تعرض تصاميم هندسيّة متعددة. القاعة فارغة إلاّ من المشاريع الطلابيّة التي انتشرت على الجدران والأرض. تذكرك بعض مجسمات البيوت والمباني المختلفة بأحياء تجتازها يومياً، فيما تعطيك أخرى لمحة عن مدينة مستقبليّة. وفيما وضعت المشاريع المتشابهة جنباً إلى جنب، أمكن للمتجوّل في المعرض أن يقارن بين ما يمكن اعتباره تقليدياً وبين الأعمال التجريبية المتميّزة.
هنا أكثر من تخطيط لحديقة عامة، في إحداها قناطر وأسواق مدينة قديمة تحوّلت إلى أشكال هندسيّة في الحديقة، فيما اعتمد بعض الطلاب على مناظر أبنية مدمّرة لتحويلها إلى أشكال هندسيّة في مشاريعهم.
صممت الطالبة أمينة حلاوي متحفاً للملابس، تخيّلت مكانه في الوسط التجاري لمدينة بيروت، وتحديداً مقابل مبنى النهار، وهو مؤلف من مبانٍ نصف دائرية. إلى جانبها، تعرض الطالبة نور كرم مخططاً لمتحف الموسيقى الخاص بها الذي اعتمد بشكل أساسي على الواجهات الزجاجية العديدة.
ونفّذ الطالبان هاروت هوفاغاميان ورؤوف فخر مشروعاً بعنوان «Jounieh In Site»، فصمّم كل منهما بيتاً يقع في مدينة جونية، وتحديداً وسط بيوتها القديمة ويطل على البحر. فكان منزل رؤوف مكوّناً من واجهات زجاجية، فيما يحتوي بيت هاروت على مسبح وحديقة صغيرة على سطحه. كما أمكن رؤية الفرق بين تصميمين مختلفين لمدرسة موسيقى، اعتمد تصميم الأولى على موضة الستينيات في الديكور، فيما كانت المدرسة الثانية تتميز بالديكورات الدائرية. وتميزت الطالبة ناتالي أبو رستان بمشروع متحف الحرب الذي قسمته إلى ستة مبانٍ مختلفة التصاميم تحيط بباحة خضراء.
أما الطالب أحمد بيضون فقد نفّذ مشروعاً مميزاً، وهو مخطط لمتحف اعتمد في تصميمه على فن الخط الإسلامي، ليبتكر الأقسام الداخلية للمتحف، فتصبح المقاعد والسلالم التي تربط بين أقسامه المختلفة تمثّل امتداداً لأمكنة العرض. وبالتالي يكتشف الناظر، إلى صورة جانبية للتصميم، أنّ كل هذه الأشكال المتصلة تشبه إحدى اللوحات التي تعتمد على الخط الإسلامي القديم.
أما الطالبة كرمى النمر فعرضت خرائط لمطعم خاص بالمأكولات اللبنانية، واختارت له مبنى قديماً في أحد الأحياء المتفرعة من شارع الحمرا. واعتمدت كرمى في تصميمها على التجريبية، فكان «الخس» منطلقاً لعملها على تصميم السلالم في مطعمها المؤلف من طبقات عدة. فالسلّم هو الجزء الأساسي من المبنى، لأنه يربط بين الوظائف المختلفة للمطعم.
وصمّم أحد الطلاب جديداً للعربات المنتشرة على كورنيش المنارة ليصبح لها استعمالات متعددة بعد انتهاء النهار، فتتحوّل عربة بيع الصحف إلى مقعد، أو مكان للعب الورق وتدخين النرجيلة. يستمر المعرض حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.