رامي زريقخلال القمّة المتوسطية التي عقدت الأسبوع الماضي في باريس، والتي حضرها رؤساء العرب وملوكهم، توجه رئيس وزراء العدوّ، إيهود أولمرت إلى الحضور قائلاً، (بما معناه): «تواجه منطقة المتوسط مشاكل عديدة، وعلى رأسها شحّ المياه التي تعوق النموّ. ولكننا نحن، الإسرائيليين، على عكس جيراننا العرب، جنّدنا قدرات باحثينا وعلمائنا لإيجاد حلول عملية لهذه المشكلة، وطوّرنا تكنولوجيات متقدمة، وهذا ما سمح لنا بأن نترأس قائمة البلدان التي تعيد استعمال مياه الصرف الصحي، في الوقت الذي لا يزال جيراننا العرب يرمون أوساخهم في البحر، ثم يسبحون فيه، أو في الأنهر، ثم يشربون منها.
كذلك طوّرنا تكنولوجيا تحلية مياه البحر، بينما بلاد النفط العربي، وبالرغم من أموالها الهائلة، تستورد مصانع تحلية المياه الضرورية لبقائها. طوّرنا أيضاً تقنيات ذات جدوى عالية لريّ المحاصيل في المناطق الصحراوية، وعممناها على جميع مزارعينا، في الوقت الذي لا يزال فيه الفلّاح العربي، من مصر إلى لبنان، يفتقر إلى أبسط المعدات الحديثة، ويهدر مياهه العذبة باستعماله أساليب تعود إلى ما قبل التاريخ. نعم أيها السادة، هذا هو الوضع في المتوسط، وأنا لم أسرد إنجازاتنا هذه (فقط) للتباهي، بل لأنني أودّ أن أمدّ يد المساعدة لتلك البلدان المتخلفة، وأقول لها: فلنمضِ بعملية السلام، ولنكرّس التطبيع، وسوف ننقل لكم التكنولوجيّات التي تحدثت عنها. انسوا فلسطين واغتصاب الأرض وسرقة المياه ودمار لبنان وقوافل الشهداء وحق العودة والمستعمرات والمستعمرين. هذا هو عرضنا المتوسطي: نشارككم بتكنولوجياتنا (التي هي بالمناسبة تكنولوجيا شائعة) وأنتم شاركونا بمياهكم العذبة، وإلا فسنضطر الى انتزاعها بالقوة».
صفّق له الحضور...