محمد محسنتمتلئ برادات الاستهلاكيات الكبرى بمجموعة من السلع الجديدة. سلع «خفيفة نظيفة» تحلّ الكثير من مشاكل ربات المنازل العالقات بين فكّي كماشة العمل وتوفير احتياجات المنزل. منذ فترة ليست بقليلة، انتشرت ظاهرة بيع «الكوسى المنقور واللوبيا المقمّعة». المعادلة كالتالي: التخلّي عن الديليفيري والمأكولات السريعة، في مقابل الحصول على منتوجات «جاهزة» للطبخ بسعر مرتفع. الأمر أيضاً مرتبط بالطبقات الاقتصادية في جانب معيّن يبتعد عن «المعادلة» السابقة. يصعب على صاحب الـ«MALL» أن يتوقع من زبائن الدخل المحدود، شراء نصف كيلو كوسى «منقور» بما يقارب خمسة آلاف ليرة، وما يقارب عشرة آلاف ليرة لقاء كيلو من أوراق العنب المحشوة والملفوفة، فيما يمكن إعداد هذه الطبخة بتكلفة أقل. ترتفع حدّة «الترف المطبخي» لتطال حدود الخضار المفرومة الجاهزة للسلطة. علبة صغيرة لا يتجاوز وزنها أربعمئة غرام يصل سعرها إلى أكثر من خمسة آلاف ليرة. الأسلوب ذاته يطال بعض المأكولات البيتيّة كأقراص الكبّة والبازيلا والجزر المقشر والمغسول. الأسعار ترتفع وتنخفض تبعاً لوتيرة السوق، مع المحافظة على ربح الأماكن التي تتعاقد معها الاستهلاكيات لتأمين هذا النوع من السلع الغذائية. في سوريا سوق مخصص لهذه السلع يسمّى «سوق التنابل»، وهو للذين يستيقظون ظهراً، فيما تحتاج الطبخة إلى شمس صباحية مشرقة.