◄ تقول أغنية فرنسية إنك إذا زرت «كابري» ــــ الجزيرة الإيطالية ــــ يصير بإمكانك أن ترحل عن هذه الدنيا وأنت مطمئن إلى أنك شاهدت أجمل ما في هذه الدنيا. وتقول أغنية أخرى إن «كابري» هي مدينة الحب الأول... الحب الذي انتهى. من نابولي ستنقلك السفينة في الرحلة التي لن تزيد على 40 دقيقة، بعدها ستجد نفسك في مكان «جزيرة الليمون» التي تبلغ مساحتها 24 كلم مربع فقط، وهي أشبه بتلة. تتابع صعودك من منطقة إلى أخرى فيها لتكتشف جمالها وروعتها، ساحاتها، حدائقها، معامل المواد المطعّمة بالليمون، والأهم الـLimoncello، الكحول المستخرجة من هذه الفاكهة، الرائجة صناعتها في كل إيطاليا... ولكنّ لها في كابري مذاقاً مميزاً وغريباً.
◄ فيلا جوفيس من أشهر المباني التي شيدت في كابري عام 32 ميلادي، بناها تيبيس ابن القيصر الذي افتتن بكابري، فاستبدلها بمساحات كبيرة من أراضي نابولي المدينة الساحلية القريبة منها. بالطبع لم تصمد هذه الفيلا أمام عوامل الزمن، فلم يبق منها إلاّ آثار قليلة.

◄ لا ننسى أن كابري تنتمي إلى إيطاليا. كيفما اتجهت ستجد ساحات محاطة بمقاهي ودكاكين وبائعي خضار أو بمتاجر الورود والفنادق الضخمة.

◄ فيلا مالابارت، هي من الأبنية الحديثة في الجزيرة، فقد بُنيت عام 1937 على صخرة تقع شمال الجزيرة، بعيدة نوعاً ما عن أي مبنى آخر. للوصول إلى البناء «المودرن» الأحمر، عليك أن تسلك طريقاً خاصاً، وأن تصعد درجاً طويلاً جداً.

◄ المغارة الزرقاء، اكتشفت في القرن التاسع عشر، وقد أسهمت بشكل كبير في شهرة الجزيرة. استقل قارباً صغيراً، وخلال دقائق سيطلب منك سائقه أن تتمدد نائماً لتدخل من فتحة صغيرة جداً إلى المغارة... حيث تدخل إلى قلب العتمة الزرقاء. نعم المغارة زرقاء بلون البحر والسماء، بل بلون التركواز. ستدهش كثيراً، ولكن لا تضيّع وقتك في البحث عن مصدر هذا اللون، فلن تجده أبداً. استمتع فقط بمشاهدة المغارة، بتلك الدقائق التي ستمضيها فيها، فالسائحون كثر، ولن تستطيع أن تمكث فيها لوقت طويل... تأمّل الأزرق الخارج من رحم الجدران أو من مكان آخر.