ضياء الحلو سعيددخل يوم 16 تموز سنة 2008 التاريخ، من بابه الواسع، عاد البطل الشجاع، الذي أمضى في سجون العدو نحو ثلاثين عاماً، مع رفاقه الشرفاء الأحرار. فضلاً عن شهداء أبرار خالدين إلى الأبد، عادوا إلى أرض الوطن مرفوعي الرأس. شعب لبنان بأسره، وفي مقدمته الرئيس العماد ميشال سليمان، كان في استقبال هؤلاء الشرفاء البواسل، الذين حفرت أسماؤهم الوهّاجة في ذاكرة الوطن عميقاً. قدوة صالحة وأمثولة رائعة، تستنير بها، وتسترشد بسيرتهم العطرة، وانتصاراتهم المجيدة والبطولات، أجيالنا الحاضرة والمقبلة. لأن ما صنعوه للوطن، لا يستطيع محوه مرور الزمن والأيام، فهو احتل مكاناً لائقاً في الضمائر والقلوب والوجدان، هكذا هي الشعوب الأبية الحرّة دوماً، تقدس شهداءها وأبطالها الوطنيين.
مناضلون ثوار أحرار، يرفضون القهر والاضطهاد والاستعباد والذل والهوان. ولّى زمن الاستعمار إلى غير رجعة، والقوى الامبراطورية ذات الأطماع في الهيمنة على العالم، ومعها الصهيونية العالمية، تُهزَم كل يوم، في شتى أصقاع المعمورة، شرّ هزيمة، لأن الناس أحرار، منذ ولادتهم، وإلى أن تأتي لحظة الوداع الأخيرة، وهنا ما أجمل وما أصدق قول سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب: «متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتم أحراراً».