الجنوب ـ آمال خليلأين هو حسن فحص، شهيد حزب الله الذي لم يحتضنه ثرى الجنوب كرفاقه الثمانية الذين اكتمل بهم نصاب الشهادة والانتصار؟ وماذا بعد فقدان آخر الآمال بأن يكون من ضمن شهداء عمليّة التبادل الأخيرة؟
إلى الآن، لا أحد يمكنه التكهّن بمصير شهيد الوعد الصادق التاسع، الذي قضى مع شهداء بلدة عيناتا الثلاثة في معارك عيناتا ـــــ بنت جبيل. فبعد انتهاء العدوان، سجّلت المقاومة فقدان عدد من المقاومين الذين تأكّدت من شهادتهم بعد فقدان الاتصال بهم، ورجّحت، في هذا الإطار، أسر جثامينهم. ومع مرور الوقت وتكثيف عمليات مسح مواقع القتال، عُثر على عددٍ منهم، من بينهم الشهداء عمار قوصان من بنت جبيل ومحمد وهبي من محرونة وعلي فقها من دبعال ورضوان صالح من يارون، الذين دُفنوا تباعاً بعد أشهرٍ من انتهاء العدوان.
بعد عمليّة المسح الأولى، والتأكّد من خلوّ مناطق الاشتباك من جثامين الشهداء، أصدرت المقاومة الإسلامية لائحة تتضمّن أسماء الشهداء الأسرى، ورست تلك اللائحة على ثمانية، من بينهم الشهيد حسن فحص ومفقودان اثنان هما حسن كرنيب وهلال علوية. أمّا وقد عاد حسن وهلال شهيدين، فالقلق الذي سيطر على عائلتيهما طيلة السنتين الماضيتين انتقل الآن ليفتك بعائلة فحص، التي كانت مطمئنة بأنّ عودة ابنها «مسألة وقت ليس إلاّ».
وكانت العائلة قد خاضت آخر محاولة لها في مستشفى الرسول الأعظم للبحث في رفات الشهداء العائدين لعلّها تجد أثراً له، بعدما تردّدت بعض الأحاديث التي تشير إلى إمكان وجود جثّةٍ لحزب الله. ولكن لم تنجح العائلة في بحثها وسرعان ما أدركت أنّ أمامها رحلة جديدة من الانتظار، إضافة إلى السنتين. وفي الرحلة الجديدة، تعوّل عائلة الشهيد على جهود المقاومة في هذا الإطار، وقد أكّدت زوجة الشهيد زينب السيّد «أنّ المقاومة الإسلامية وعدت بأن تكثّف عمليّات البحث وتقفّي الأثر عنه مهما كبر الجهد».
يُذكر أنّ الشهيد المفقود فحص من مواليد بلدة جبشيت، متزوّج ومقيم في بلدة عيترون منذ التحرير.