يطلق مركز جمعية التنمية للإنسان والبيئة في مرجعيون منتدى حوار شبابي ضمن مشروع عام تشارك فيه نحو سبع جمعيات بعنوان «لبنان المواطن»
كامل جابر ـ كارولين صباح
يظهر الواقع الاجتماعي لشبان المنطقة الحدودية بين ربع قرن من الاحتلال الإسرائيلي وبعد التحرير في عام 2000 والغياب المتراكم «لهيبة» الدولة مدى صعوبة الحوار الشبابي، ولولا بعض المبادرات التي أطلقتها جمعيات من هنا وهناك في مشاريع حوارية واجتماعية وصحية لكان دور الشباب معدوماً.
«أليس معيباً أن تكون هناك قرى وبلدات لا يمكن الوصول إليها بسهولة بسبب الطرقات، فكيف بالحديث عن الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثقافي؟»، سؤال مستغرب بالنسبة إلى إليان حداد، إحدى المتطوعات في مشروع الحوار في مرجعيون، لكن ربما هناك شبان من هذه المنطقة يعيشون بعض تفاصيل هذه الأسئلة.
وفيما تدرك إليان أنه ليس من السهل اختيار الشباب لهذا العمل التطوعي، توضح أنّ هناك لهفة نحو الانضواء في جمعيات تقدم مشاريع عملية ذات مردود مادي، هي الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تسبب قلقاً مستمراً لدى الشباب وتدفعهم إلى الهجرة أو مغادرة المنطقة، بحثاً عن سبل أفضل للعيش.
من هنا، يمثل الحوار نقطة لقاء للتفاهم وكسر الجليد وخلق نقاش حول هموم الشباب واحتياجاتهم، ومقومات الديموقراطية وممارسة حقوقهم الفردية ضمن الجماعة.
وتقول المتطوعة نيفين مقلد من القليعة: «نحن نقوم بدور مسهّل للحوار ولسنا مدربين على نشاط ما، بل نتدخل عندما يخرج النقاش عن الإطار المحدد، حتى لا ندخل في تفاصيل ترتبط بالعلاقات المذهبية أو السياسية أو الاجتماعية».
بات على نيفين اختيار لباسها وتفهم بعض العادات والمفاهيم الدينية والاجتماعية بحسب المنطقة أو القرية التي يدور فيها الحوار «لذا كانت الدعوة إلى استقطاب شبان يملكون حس الالتزام وجاهزين للعمل التطوعي والمشاركة الاجتماعية». وتشير نيفين إلى «أنّ المفاجأة كانت المراهقين الذين يتحدثون بعفوية عن أحلامهم وحقوقهم من دون قلق».
يدرك المتطوعون أنّ المواضيع السياسية محرّمة وحسّاسة في جلساتهم، وخصوصاً في بعض القرى التي تتميز بطابع سياسي معين ويرفض الشبان الحزبيون فيها أي دور غير دورهم. ويلفت المتطوع أحمد الحافظ إلى أنّ الحوار يصطدم في المجتمعات المغلقة بمن يتشبث برأيه ولا يشجع التغيير والانفتاح، مشيراً إلى أنّ هذه المسيرة تحتاج إلى وقت، وخصوصاً أنّ الحوار يضع اليد على احتياجات مكبوتة وآراء لم يتسن لها البوح أو التعبير عنها.
تتمركز المنتديات الحوارية في بلدات جنوبية عدة. ويجري العمل مع المجتمعات المحلية عبر متطوعين لبنانيين محترفين ومنظمات غير حكومية شريكة لتنمية نقاشات هامة تتناول السياسات والإجراءات التي تحدّ من قدرة الشباب الساعين إلى إحداث التغييرات وتشجيع الممارسة الديموقراطية في لبنان.
يذكر أنّ المشاركين يسعون إلى تأسيس مجموعات ضاغطة قادرة على تحديد الاحتياجات الملحة لتلك المجتمعات، من إنماء وثقافة ورياضة وفنون. أما مدة المشروع الذي يستهدف الشبان من 18 سنة إلى فئة الرجال الذين قد تبلغ أعمارهم خمسين عاماً، فتمتد 18 شهراً. وقد بدأت أولى مراحل المشروع في نيسان 2008، حيث جرى اختيار الأشخاص الأساسيين في تلك المجموعات عبر النوادي والبلديات والفعاليات من كل بلدة.