خضر سلامةتُشغل المحافل الطبية سنوات بتقويم النظريات والأبحاث التي تدور حول مرض الألزهايمر، وسط تفاؤل كبير يعم المختصين بالتقدم السريع في تشخيص المرض ووسائل الحد من عوارضه ومكافحة تأثيراته على القدرة الجسدية والعقلية للمريض. أخيراً نشرت صحيفة «بي أم سي» المختصة في علم الأعصاب نتائج تجارب مخبرية ناجحة ارتكزت على النطق ومخارج اللفظ واللغة. وقد ركزت التجارب على تأثير مضادٍ بيولوجي يُسمى TNF alpha على القدرة اللفظية للإنسان، وهذا المضاد، الذي يدخل في نظام المناعة للدماغ البشري، ينظم عادةً ضغط الأعصاب داخل الدماغ.
معدّ الدراسة ورئيس طاقم البحث العلمي، مدير معهد أبحاث علم الأعصاب في لوس أنجلس إدوارد توبينيك يجزم بأن كمية إفرازات المضاد تؤثّر بشدة على عمل النظام العصبي للإنسان، ويشرح أن ارتفاع كمية الإفراز، يصاحب عادةً الإصابة المرضية بالألزهايمر، ويرافق عوارضه. وبهدف ضبط الإفراز وحفظ الكمية الطبيعية حسب الدراسة، استعمل فريق توبينيك مزيجاً بروتينياً يدعى “etanercept”.
إذاً أثبتت التجارب المخبرية إمكان إحداث توازن ضد الاختلال العصبي الحاصل عند المرضى.
إلا أن توبينيك، يصر على محدودية النتائج المستقاة من التجارب، لكونها تجارب مفتوحة وغير متحكم فيها، بحيث كانت استطلاعاً لرأي مراقبين من أطباء وأفراد أسر محيطين بمرضى عولجوا عبر الايتانيرسيبت، إلا أن هذا لا ينفي أهمية الدراسة وتسليط الضوء على الـTNF في خطط المواجهة المستقبلية للألزهايمر.
يلفت الموقع الإلكتروني للرابطة العالمية لمرض الألزهايمر إلى أنه في كل 71 ثانية، يُصاب فرد في العالم بالمرض. ويعدّ الألزهايمر السبب السادس للوفيات في العالم، ويبلغ عدد المصابين به في الولايات المتحدة وحدها 5.2 مليون شخص تقريباً.
وتراوح الكلفة العلاجية للفرد المصاب طوال فترة المرض حسب موقع كندي مختص بالألزهايمر، بين 10 آلاف دولار و 35 ألف دولار، أما تأثيراته الاقتصادية في العالم، فتتجاوز الـ140 مليار دولار سنوياً.