أيوب أبو زوركثر الكلام في المدة الأخيرة عن «نزع سلاح المقاومة»، وسمعنا الكثير عن استراتيجيات وضعت لتحقيق هذا الهدف الذي يوصف بالاستراتيجي، وشهدنا محاولات تكللت جميعها بالفشل، وما زال هناك خطط للمستقبل، حتى إنّ هذا الموضوع أصبح مألوفاً ومتداولاً في الأحاديث العامة والخاصة، لكني أتساءل إن كان هناك من يعي حقيقة معنى «نزع سلاح المقاومة»، هل هو خيار أم هو شعار ترفعه بعض القوى السياسية المعروفة التبعية والمفضوحة الأهداف. أودّ حقاً أن أكشف لكم الحقيقة وأوضح لكم الصورة، لكن بادئ الأمر اسمحوا لي بأن أوجه تحية احترام وتقدير لكل مقاوم حمل السلاح على الجبهة، أو وقف متصدياً بوجه جيش الاحتلال، ولكل من أطلق صاروخاً على مراكز العدو، ولكل من وضع عبوة متفجرة في طريق قافلة معادية، وإلى كل فدائي استشهد وهو يحفظ كرامة الوطن والأمة.
إنّ سلاح المقاومة ليس قطعة حديد بين أيدي المقاتلين، وهو ليس بصاروخ موجه نحو العدو، المقاومة قرار اتخذه الشرفاء. المقاومة طريق يسلكه الأحرار، خيار التزم به العارفون بحقيقة الصراع مع العدو الصهيوني المتغطرس. دين اعتنقه المتنوّرون من أصحاب النفوس الطاهرة والعقول المتقدة معرفة التي رفضت أن تعيش بذل الهزيمة وتحت وطأة العبودية الفكرية، وتأبى أن تبقى ترزخ تحت نير التبعية العمياء للحكام الزائفين والزعماء الخائنين ورجال الدين الملحدين، والتي انتفضت على الواقع وتمردت على الخضوع واتخذت القرار وسارت في طريق المقاومة، واختارت الالتزام بهذا الدين الجديد الذي يحمل آمال الحرية ويشعّ بأنوار النصر ويفوح برائحة الكرامة الزكية، ويسمو بنا إلى أعلى مراتب الإنسانية.