عبد الفتاح خطابعادت سناء محيدلي، ابنة الجنوب وأول استشهادية، بعد مرور 23 سنة من صباح الثلاثاء 9 نيسان 1985، حيث اقتحمت بسيارة مفخخة بأكثر من 200 كلغ من المتفجرات تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر ـــ جزين، مفجّرة نفسها وسط التجمع، ومنتقمة للأطفال الذين قتلوا في الزرارية وحومين التحتا وجباع وكوثرية السياد وغيرها. احتفظ العدو البغيض الحاقد بأشلائها الطاهرة أكثر من عقدين، لكن «عروس الجنوب» عادت لتُزفّ إلى تراب جنوب لبنان الذي عشقته، ولكي توارى في حناياه التي تزداد قداسة، وتفوح عطراً، وتتوهج بركة، في كل مرة تحتضن في جنباتها رفات شهيد. عظيمة وكبيرة أنتِ يا ابنة السابعة عشرة... نتذكرك في وصيتك المتلفزة تقولين «أتمنى أن تتعانق روحي مع أرواح الشهداء الذين سبقوني، وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالاً على رؤوس جيش العدو»... وتؤكدين «دمي سيغسل أرض الجنوب من دنس اليهود». ونستعيد ما كتبته في وصيتك الخطية «أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب، أسقيه من دمي وروحي». قال النبي الكريم «بشّر هذه الأمة بالتيسير والسناء، والرفعة بالدين، والتمكين في البلاد، والنصر».