مروان فؤاد الأعورالمياه نعمة سماوية عظيمة، لا حياة من دونها، وحيث تكون، يتمكن الإنسان من حياة غير تلك التي يحياها الناس في المناطق المحرومة منها، لأنه من دون مياه الشفة، جفاف وعطش وموت. ومن دونها أيضاً، كيف نحافظ على نظافتنا الشخصية ونظافة المحيط، حيث نقيم، فضلاً عن البيئة وما يمكن أن يصيبها من تلوث خطير يهدد بني البشر في صحتهم والحياة.
أما الزراعة، فكيف ستعيش وتنمو لكي تعطينا ما نحتاج إليه من غذاء؟ هو ما يمكّننا من مواجهة الجوع، الأمر الذي يبقينا على قيد الحياة. وخلاصة القول، إنّه حيث تكون المياه تقوم حياة أخرى يستطيع المرء في أجوائها أن يتمتع بالصحة والعافية والرخاء والازدهار.
نسمع يومياً شكاوى كثيرة من مختلف المناطق اللبنانية عن نقص في المياه، وأنّ مياه الشفة ملوّثة وموحلة يتعذّر شربها أو استعمالها، لأن تداعيات ذلك خطيرة جداً على صحة الإنسان، ولا سيما الأطفال، الأمر الذي يضطر المواطنين إلى شراء المياه أو الذهاب إلى الينابيع، متكلفين أعباءً مالية إضافية في ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة.
ونسمع في الوقت نفسه أنّ وطننا الحبيب الجميل غني بالثروة المائية الموجودة في باطن الأرض، هذا عدا المياه التي تذهب هدراً إلى البحر، فلماذا لا تقام السدود على الأنهر للإفادة منها؟ ولماذا لا تكون عندنا خطة مائية شاملة مدروسة تعالج هذا الموضوع الخطير؟