محمد هانييجمع مختلف الأفرقاء السياسيين وغير السياسيين على أن اختيار المحامي زياد بارود وزيراً للداخلية «ضربة معلم». فالرجل يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والعلم والنظافة، ما يجعله مرشحاً ليتبوّأ هذه الوزارة لفترة أطول من عمر الحكومة الحالية. ثم إنّ الانتخابات المنتظرة في العام المقبل ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت، وربما كان زياد بارود أقواها، لأنه سيجعل من هذه الانتخابات (على علّات القانون المطروح) عنواناً للنزاهة والحياد، إضافة إلى ممارسته السياسية والإدارية التي ستنعكس إيجاباً على عمل وزارة الداخلية والبلديات. وفي هذه الوزارة تتداخل مختلف المصالح والإدارات الهامة، وربما ستصبح مثالاً يحتذى إذا ما قيّض للرجل أن يعمل من دون أن تعترض مسيرته أي من العقبات التي قد يفجرها السياسيون الفاشلون في وجهه.
طبعاً ستقف أمام طموحات الرجل الكثير من العقبات البيروقراطية والإدارية الرثة التي تعشّش في مختلف إدارات الوزارة ومرافقها الحيوية، وهو مدعوٌّ إلى بذل المزيد من العمل للقضاء على هذه العقبات والاستعانة بفريق عملٍ يتمتع بسعة المعرفة وبنشاط، يشكل قوة دفع حقيقية لطموحات الوزير.
وفي هذا المجال، لا بدّ من التنويه باختيار المقدم إيلي برادعي لمنصب مدير مكتب الوزير، وهو اختيار صائب وفي محله لما يتمتع به من خبرة في مجال العمل الإداري، اكتسبها بجهده وتعبه وعمله الدؤوب في شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، فكان عنواناً للنشاط والعمل المتواصل لساعات وساعات في مكتبه.
تحية إلى زياد بارود. وعسى أن تبقى خياراته صائبة وفي محلها لينطلق قطار العمل البلدي في مختلف المناطق اللبنانية من دون أي مطبات تذكر.