البقاع ـ نقولا بو رجيليأما ماهر فقد توسّط أهله لدى صاحب المحل ليوافق على استخدامه بأجر أسبوعي يقارب 25 ألف ليرة (عدا البقشيش الذي يحصل عليه من الزبائن). هذا المبلغ لا يكفي تغطية تكاليف انتقال ماهر من قريته التي تبعد عن زحلة نحو 15 كلم، مما يضطره إلى الانتظار طويلاً، للصعود بأية سيارة عابرة «أتوستوب». بهذه الطريقة يوفّر ماهر ثمن سندويش يضاف إلى المأكولات التي يتزوّد بها من منزل ذويه، حتى يستطيع متابعة عمله مدى عشر ساعات، من السابعة صباحاً حتى السادسة عصراً. يقول ماهر إنّ أهله يريدون منه إتقان مهنة تساعده مستقبلاً إذا فشل بمتابعة دراسته، لذا وافق على العمل خلال العطلة الصيفية، بناءً على رغبتهم.
قبل إنهاء الحديث مع ماهر، يناديه أحد العمال «وين صرت يا بهيم؟ جبلي مفتاح 13 مسنن». ينطلق ماهر لتلبية الطلب، فهو ليس الطفل الوحيد الذي يستخدمه الميكانيكي، والعروض كثيرة بحسب صاحب المحل الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب ضريبية، لافتاً إلى أنّه يرفض تشغيل عدد كبير من الأولاد، و«الشغل مش عيب، لازم الولد يتعلم كل شي حتى ولو كفّى تعليمو»، ويوضح أنّ الأجور القليلة التي يدفعها لأجرائه ما هي إلاّ «مصاريف تنقلات وثمن سندويشات».