روز زيادهفي بلدنا العزيز، أشرعة أُمنياتنا ضعيفة لا يمكنها تسيير مراكب كبيرة، فهي تنزوي في قوارب صغيرة، تقارب الشاطئ دائماً. تساير الريح لتحتمي من التمزّق. نحن نخاف حتى الحلم، نخاف البوح بمكنوناتنا. لا خيار لنا أن نحلّق، أو نبحر، أو نجوب البر. نسعى لوجوديتنا، فتنزلق هذه الوجودية لتستقر عند رغبات الآخرين. نحن مملوكون إرادياً، ممنوعون من تنشق الهواء طوعياً، مستغلّون بالإنسانية، مكبّلون بسلاسل الواجب منسيّون في بيوت الأمس العتيقة.
شمس الغد تشرق في المقلب الآخر، تدفئ الذين لا يشبهوننا. تسطع لتظهر وجوهاً غريبة عنا، وتبقينا في الظل نحاكي أشباح خيالاتنا. النهضويات لم يتوصّلن بعد لإزالة مفاهيم عفِنة من مجتمعاتنا. هنَّ يسعينَ جاهدات إلى مقامات المعرفة، إلى سدة البرلمان وسريات الحكومات فيعيقهنَّ دمار النفوس، نكران الجدية النسوية. وإذا ما نجحنَ بمواكبة إحداهنْ فبصعوبة وتعب وتكون هي قلة في ميزان القوى السيادية التي تسود منهجية بلدنا فلا تمثل أي ثقل.
أسفي علينا جميعاً يا نسوة بلدي، لأننا نتهاوى في فضاء المجهول، لا نطول سماءً ولا أرضاً. نحن نحلق بأجنحة مكسرة. كثيرات هنَّ اللواتي عاندن الواقع لتحقيق ذواتهنْ ولكن ذكرهنْ لم يُطَيّبْ. واللواتي سميت شوارع بأسمائهن قليلات. أما الباقيات، فالنسيان نصيبهن وسيكون نصيبنا أيضاً.