Strong>داني حدادلليوم الثالث على التوالي، غطّت سحابة سوداء سماء الساحل الشمالي لمدينة بيروت وصولاً إلى الساحل الكسرواني بفعل اشتعال آلاف الإطارات المطاطية المرميّة على تخوم جبل النفايات في منطقة برج حمود، وتحديداً على منطقة ساحلية رملية قريبة من نهر بيروت تشكّل امتداداً لمكبّ برج حمود الشهير.
وأشار نائب رئيس بلدية برج حمود رافي أوغلانيان في اتصال مع «الأخبار» إلى أن موقع الحريق لا يقع ضمن صلاحيات البلدية التي بادرت قبل فترة إلى اتخاذ تدابير وقائية عبر استخدام جرافات لعزل مجموعات الإطارات بعضها عن البعض الآخر بجزرٍ رملية منعاً لامتداد الحرائق في حال وقوعها إلى الأماكن المأهولة. كما لفت إلى أن المنطقة المحيطة بموقع الحريق وبمكب برج حمود خطرة بيئياً بسبب وجود مواد غازية تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة الى تسرّب مواد سائلة سوداء إلى البحر أدّت إلى القضاء على الثروة البحرية على مسافة عشرات الأمتار عن الشاطئ، كما أدّى الحريق المشتعل منذ ثلاثة أيام الى إصابة عدد من الأطفال بنوبات حساسية وربو.
وكان رمي النفايات المتراكمة منذ عقدين ونيف في جنوبي شاطئ ساحل المتن الشمالي قد أدى إلى ارتفاع جبل شاهق من النفايات بلغ 46 متراً حين أقفل نهائياً بوجه شاحنات النفايات والأتربة. وتتحدث معلومات عن أن المكب يحتوي، إضافة إلى الأتربة والنفايات المنزلية والصناعية ونفايات المستشفيات، على 2500 برميل من النفايات الإيطالية السامة التي أدخلت سراً إلى لبنان في عام 1988.
لكن إقفال المكان لم يردع الخطر الداهم الذي يشكّله على المنطقة. وفي هذا الإطار حذّر عددٌ كبير من الخبراء البيئيين من خطر انزلاق المكبّ لأن المواد التي يحتويها لزجة ومتفككة، وقد تنزلق تحت الضغط في أي اتجاه. وكان الخبيران بيار ماليشيف وولسون رزق قد وضعا خطة تبدأ بإقفال المكب وعزله تماماً، ثم بناء تدعيمات دائرية حوله لحمايته من الانزلاق، وفي الوقت ذاته يأخذ المكبّ شكلاً ثابتاً ومتزناً منعاً لانبعاث الروائح.
وكانت وزارة البيئة قد قدّرت كلفة معالجة مكبّ برج حمود بـ200 مليون دولار، في حين اقترح مشروع إعادة تأهيل الساحل الشمالي لمدينة بيروت (لينور) تحويل المكب إلى حديقة خضراء تبلغ مساحتها 140 ألف متر مربع تقريباً، وذلك بعد أن يصار إلى معالجة جبل النفايات المتراكمة بطريقة علمية تبعد خطر التلوث عن المنطقة المجاورة وتحوّل المكب متنفساً بيئياً لسكان المنطقة.
من جهته تساءل النائب ابراهيم كنعان عن العوامل التي أدت إلى اشتعال الحريق، وعن السبب عدم حلّ مشكلة جبل النفايات على غرار مكب النورماندي.
في الإطار نفسه، عقد أمس مؤتمر صحافي في مكتب قائمقام عاليه، منصور ضو، ناقش سبل الحد من الحرائق، حضره رؤساء بلديات قرى القضاء، وأعلن خلاله النائب أكرم شهيب «إطلاق حملة لإعادة تأهيل كل المواقع الحرجية المتضررة في قضاء عاليه والعمل على زيادة الرقعة الخضراء».