راجانا حميّةولكي لا يُحرم أشرف وأمثاله من «الغرباء» من هذه الحقوق، اعتصمت الأمّهات اللبنانيّات المتزوّجات من أجانب، أمس، أمام السرايا الحكومية، ضمن حملة «جنسيّتي حقّ لي ولأسرتي»، للمطالبة بإلغاء التمييز ضدّهن عبر تشريع الحقّ بإعطاء أبنائهنّ جنسيّتهنّ. في التجمّع السلمي، الذي لم يكن المرّة الأولى ولا الأخيرة، اجتمعت الأمّهات الخائفات على مصير أولادهنّ، يحملن في الجعبة قصص حياةٍ لم تنته فصولها البائسة. قصص يجمع بينها الخوف والفقر والترحيل من البلاد التي اختاروها وطناً. في هذه البلاد، تخاف تانيا، زوجة «الغريب»، من الموت قبل أن يحظى أطفالها الثلاثة بهويّةٍ تجنّبهم الرحيل الذي قد يواجههم في غيابها. ولكن الخوف ليس من الموت فقط، فحسيبة التي يؤرقها مصير ابنها الذي بلغ من العمر 29 عاماً، يتعبها وجود زوجها الدائم في المنزل، ما اضطرّها القيام بدوره من أجل تأمين مصروف أبنائها ومدفوعات تسوية أوراق إقامتهم في لبنان.