لبنان ليس بلداً عربياً، بل ينتمي إلى أوروبا». ليس الأمر نكتة أو مزحة. ثمّة مجموعة على «فايس بوك» تضمّ ستين شابّاً يؤمنون بهذه الفكرة.«نحن نتحدّث اللبنانية لا العربية. العالم العربي يعني الديكتاتورية والإرهاب والإسلام، فيما لبنان يعني الديموقراطية وحب الحياة والتنوّع». بهذه العبارة، تستقبل المجموعة زوّارها واعدةً إياهم بالمزيد من مواضيع النقاش لإقناعهم بصحّة طرحها. وبالفعل، يستشهد أحد المشرفين على الموقع، ويدعى مايكل مهنّا، بدراسة لإثبات أن لبنان بلد أوروبي. فهو أولاً قريب من قبرص، ثمّ إنّ أفضل العلاقات قائمة بين لبنان وفرنسا.
أما الأطرف، فهو محاولة إظهار الفرق بين اللغة العربية واللغة اللبنانية: «في اللغة العربية نقول أدخل وأخرج، فيما باللبناني نقول فوت لجوّا وطلاع لبرّا»! والتاريخ؟ الجواب سهل في المجموعة، فلا قواسم مشتركة بين تاريخ لبنان والمغرب، وبالتالي تمثّل هذه حجة إضافية للتأكيد على أوروبية لبنان. ورغم أنّ المشرف على المجموعة يرفض شمل لبنان مع الدول العربية، فإنّه يستشهد بالسلام الذي وقّعته غالبيّة الدول العربية مع إسرائيل لرفض سلاح المقاومة والطلب من الحكومة اللبنانية مباشرة مفاوضات سلام. ورغم طابع المجموعة العنصري نوعاً ما تجاه العرب، يحاول بعض الأعضاء إيجاد «صيغة ملطّفة» لأفكارهم عبر طروحات الفدرالية وتقسيم لبنان بين المسلمين والمسيحيين «لأنو مع التقسيم بتخفّ المشاكل الطائفية».
وككل المجموعات على «فايس بوك»، يدخل بعض الأعضاء لضرب فكرة المجموعة وإثبات العكس، ومنهم عضو بريطاني أكّد للمشرفين أنّ تفكيرهم الطائفي والتقسيمي لن يساعدهم على دخول الاتحاد الأوروبي، ولو بعد ألف سنة. كما عبّرت إحدى الفتيات، وتدعى رلى سمعان، عن خجلها «لأنّ بعض المسيحيين يفكّرون بهذه الطريقة العنصرية والسطحية».