أنا المواطنة فلانة فلانية (دون أل التعريف كي لا تظنوا أنني قريبة فلان الفلاني)، رقم سجلي 5، أعترف بأنني سعيدة جداً لتولي فؤاد السنيورة منصب رئاسة بلدنا (نسبة إلى المنطقة التي تقع فيها السرايا). لم أفكر بالأمر كثيراً. تقبلته بهدوء مشوب ببعض السعادة الحذرة. وجاء الحذر انطلاقاً من خوفي أن يفسد عليّ بعض النواب الخبثاء فرحتي ويرفضوا إيلاء ثقتهم بالسنيورة. فعلاً فرحت، كما لو طالت راتبي زيادة ضخمة أنتظرها من قبل أن أبدأ عملي.ولكن للعلم فقط، أنا من القسم الآخر من هذا الشعب العنيد والتيس، أي ذلك الذي لا يكترث كثيراً بالحياة.
أنا المواطنة فلانة أنتمي إلى ثقافة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالحياة. لا أكرهها. ولكنني لا أحبها. ما كتير بتعنيلي. ورغم ذلك كانت سعادتي كبيرة بنجاح السنيورة في تنحية كل منافسيه والظفر بسباق لعبة Battlefield saraya.
وتخيلوا كم كانت سعادتي كبيرة حين استطاع فؤاد (كما أحب أن أناديه بتحبّب ودون تكلف) أن يحصل على الحصة الأكبر من الكراسي في السرايا الكبيرة. فرغم أن البيت كبير وبيساع الكل، كان يجب ترسيخ الوجود فيه. وجود الحياة طبعاً.
أنا المواطنة فلانة، رقم سجلي 5، أطالب ببقاء فؤاد رئيساً إلى الأبد. فلنعدّل الدستور، فأصدقاؤنا المعتدلون ليسوا أفضل منّا.
أنا المواطنة فلانة فلانية منتشية بوصول فؤاد السنيورة إلى رئاسة مجلس الوزراء.
ديما...