دمشق ـ خليل صويلحكانت الحمامات في بلدان شرق المتوسط إلى وقت قريب أحد أبرز المعالم العمرانية في المدينة الإسلامية، لكن هذه الأمكنة الحميمة شهدت خلال القرن الأخير تدهوراً يهدد وجود ما بقي منها في القاهرة ودمشق وفاس وتونس. الحمام الذي عرفه الإنسان منذ 6000 سنة قبل الميلاد، كان محور ندوة دولية استضافتها أخيراً احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008» في العاصمة السورية، بمشاركة باحثين وعلماء آثار ضمن عمل علمي مشترك بين أكثر من مؤسسة عالمية، استمر ما يقارب ثلاث سنوات بهدف تطوير سيناريوهات مناسبة لإعادة استخدام الحمام التقليدي كمركز خدمة للمدن الإسلامية في منطقة حوض المتوسط. تمحورت أبحاث الندوة حول فهم الوظيفة والتقنية في استخدام الحمام التقليدي.
تناولت سراب أتاسي (سوريا)، «الحمّام في منطقة المتوسط» في مقاربة تاريخية خلال جولة ميدانية أتاحها مشروع دراسة الحمامات. ورصد علي صاولي (تركيا) فقه الحمام الإسلامي انطلاقاً من وظيفته الأساسية وهي الاغتسال. ذلك أنّ للحمام وظائف أخرى متداخلة، حتى أضحت هذه الأمكنة تحتل المرتبة الثانية في النسيج العمراني للمدينة بعد المسجد. وذهبت دليلة الكرداني (مصر) إلى «إعادة إنتاج الحمام الشعبي» لمقاومة العوامل التي تهدد التراث المادي للحمامات، نتيجة تحالف الحداثة والأصولية. أما مهند مبيضين (الأردن)، فقد رصد ثقافة الحمام التي أفرزت محددات سلوكية وحضرية في ممارسة هذه الحرفة. ولفتتت ندى القصيباتي (سوريا) إلى الطراز المعماري للحمام الدمشقي والزخرفة والنقوش المميزة على الجدران.