آن ندّوروحدث أن جاء زمن تملأه الفوضى الفكرية... زمن يقتله النفاق الفكري والاجتماعي.. زمن فقد فيه الإنسان تاريخه وإبداعه، وغدا فيه الحاضر مستورداً، وغدت فيه الحضارة مستوردة. زمن اغتيلت فيه مدن الحضارات على أيدي غرباء وغزاة لا يهمّهم سوى بناء حضاراتهم المادية وسرقة تاريخ الشعوب وثرواتها. في زمان كهذا الزمان، لمحتك تقاتل الغرباء والغزاة بإيمان حي وحب صادق للوطن.
رأيتك ترسم بدمك النظيف ابتسامة نصر لشعوب لم تدرك النصر منذ قرون وقرون.
شاهدتك تسقط بشرفك وكرامتك الأقنعة عن وجوه الخيانة. لمستك تسحق بعزيمتك الصلبة العادلة مغول هذا الزمان وتتره.
صديقي المقاوم
ماذا أقول بعد، لقد أعدت الأمل إلى نفوس اعتادت على الخيبة. لقد زرعت البسمة في قلوب نزفت حزناً لقرون وقرون. لقد جعلتنا ندرك أنه ما زال هناك مكان للشرفاء وأصحاب الكرامة. لقد أنجبت النصر في زمن العقم. لقد هزمت الشر في زمن الشر، لقد ردمت الفشل في زمن الفشل. لقد سحقت الخيانة في زمن الخيانة. لقد رفعت رؤوسنا في زمن التراب. لقد حققت عدالتنا في زمن الظلم.
أحييك.. وأقبّل يديك.